Moltka thfaf alrafdyn
في اب 7, 2022
25 المشاهدات
عمي الشيخ حجازي
قصة قصيرة
بقلمي: طه هيكل
تمر الأعوام مهما تمر وتبقى للطفولة ذكريات تعمقت في غياهب الذاكرة فلا تنسى التفاصيل ولا ترضى بالنسيان حضور عجيب للذكريات تتألق في الوجدان فتنساب كالمطر
الطفل بداخل كل منا يستدعي الحدث بإشارة بسيطة كأنه يحرك روبوت
ويظل صوت القطار يدوي في أعماق الذاكرة
حين رأيته من بعيد لأول مرة في سن السابعة أو قبلها ظننت في بادئ الأمر أنه بيت يتحرك إلى عالم لاوجود له يختفي خلف الأشجار في مزرعة شاسعة باسقة عالية مخيفة اختفى القطار في لحظة كالسيف يبيت في غمده اقتربت قليلا خطوات طفولية بسيطة بدافع استكشاف المجهول تتقدم
وبدافع الخوف من الصوت تتأخر
حتى جاء خبر الشيخ حجازي قتيلا تحت عجلات القطار
يشيعه إلى مثواه الأخير كل من سمع بالخبر حتى النساء
فهو إمام الجامع وهو المأذون الشرعي وهو مخلص المعاملات وهو مصلح بين المتخاصمين
هو كل شيء في القرية
الله يرحمك ياشيخ حجازي ملكش عوض
هكذا قال أبي والحزن يكاد ينطق بين قسمات وجهه
مات ازاي يابا ؟؟
هكذا تساءلت
شاف بقرة سيدك مليجي رايح ناحية الخط الحديدي تناول عودا من الذرة أشار ناحية البقرة فلم ينتبه لقدوم القطار فدهسه بلا رحمة
!!!
ازاي يابا والقطر صوته بيسمع البلد كلها ؟؟
متعجبا سألت
قال لي يا ابني هو كان شايف إن البقرة دي بتصرف على بيت سيدك مليجي فلو ماتت هيجوعوا فضحى بنفسه ياابني عشان الباقي يعيش
الله يرحمك ياعم الشيخ حجازي
هكذا نطقت باكيا !!
طه هيكل
القياس: 640 x 1315
حجم الملف: 38.65 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.