... لقد قدّم أنصار الحسين عليه السلام لوحةً جميلةً وعظيمةً ومتكاملةً تحكي عن تضحياتهم ومواقفهم؛ فترى فيهم الغلام الذي لم يبلغ الحلم وهو يقول: "أميري حسين ونِعم الأمير، سرور فؤاد البشير النذير، عليّ وفاطمة والداه، فهل تعلمون له من نظير؟"(8). ومنهم الشيخ الكبير مثل أنس بن الحارث، الذي رفع أهدابه بالعصابة لانسدالها على أشفار عينيه، وشدّ وسطه بالعمامة لكبره، وتقدّم مستأذناً، فبكى له الحسين عليه السلام وقال: "شكر الله سعيك يا شيخ"(9). وترى فيهم شيخ الأنصار حبيب، وهو يقول: "سيّدي، والله إنّي استبدلتُ عن أهلي أهلاً، وعن داري داراً، وعن صبيتي صبية، ولكن أبكي لتلك الواقفة من خلفك المؤتزرة بإزار أمّها فاطمة" (هي زينب عليها السلام)؛ لقد ترك حبيب أهله، ومع ذلك، ولكن لم يُبكه إلّا أهل الحسين عليه السلام وأخته زينب عليها السلام. كان يبكي لوحدتها وغربتها بعد أخيها عليه السلام!لمتفانون حبّاً وشوقاً، تجدونه على الرابط:https://baqiatollah.net/article.php?id=11509اخترنا لكم من النص أعلاه...
القياس:
700 x 700
حجم الملف:
51.77 Kb