إليكم الجزء الثاني من القصة القصيرة التي بعنوان ( إماء العصر)والاديب د/ زين العابدين فتح اللهو بينما كانت "خولة" ذات الخامسة والثلاثون تحاول إنهاء إجراءات سفرها هي و الرجل الذي نال قبولها "إياد القاسم ", للزواج منه بعد أن تركتها عشيرتها لتصل على حافة سن اليأس دون أن يتقدم لخطبتها أحد من العشيرة!!و لم يكن لديها بدا من أن تقبل "ٱياد القاسم " دون معرفة العشيرة ،حيث اتفقا على السفر إلى دولة ٱخرى و إتمام الزواج والإقامة فيها للأبد!!!كانت "خولة " و "إياد القاسم" قد أرسلا جوازات سفرهما إلى وكيل سفريات لإنهاء إجراءات السفر للخارج في سرية تامة!!!و قبل اليوم الموعود بيومين و بلا سابق إنذار و لا شهود ؛ يهبط على بيت "خولة" شيخ العشيرة الهمام كالموت الخاطف و كأنه هادم اللذات و مفرق الجماعات؛ ويلمح أنه ينوي زواج "خولة"وضمها لبلاطه حيث أنه متزوج من امرأتين و له أبناء وبنات كثر!!رجل لم ولن تنسجم معه "خولة" فهو رجل كبير السن لايكافؤها علما ولا ثقافة و متزوج من غيرها ؛أي انها تكملة عدد لثلة نساء شيخ العشيرة!!لمح لها في ليلة أنه سيتزوجها وفي اليوم التالي قضى على حلمها و أنهى على آمالها في السفر و الزواج من" إياد القاسم " الإنسان الذي احترمها و قدر قيمتها التي عميت عنها العشيرة!!الرجل الذي أحبته و أحبها و آمنت بصدقه و أملت أن تحيا معه أجمل أيام عمرها المتبقي بعد أن فاتها قطار الزواج!!لم تستطع خولة الاعتراض على شيخ العشيرة أو إبداء رأيها فيه ،هي لا تريده و لا تحبه و لكنها أصيبت بالخرس و الصمم فلم تنطق بكلمة لأنها تعلم أنها ستغامر بحياتها التي لاتساوي إلا حفرة في فلاة لتوارى جثتها إلى الأبد.تتصل عبر قناة سرية ب "إياد القاسم"تبلغه عما حدث تلقي عليه كلمة وداع فلن تراه و لن يراها بعد اليوم!!!تبكي و هي تحدثه لآخر مرة و تناشده عدم إفشاء خطتهما للسفر للخارج و الزواج !فلو انكشف الأمر فستكون نهايتها المحتومة!!تبلغ "خولة " "إياد القاسم"أنها قد استسلمت و لا و لن تقدر على مغامرة فلربما ينكشف سرها فتكون قد حكمت على نفسها بالفناء و السكن مع الأموات!!!فحسب قوانين العشيرة هو إخفاء أثرها و دفن جثتها!!و في هذه الحالة يكون إراقة دمها ليس حراما بل إنه الشرف كما يحللوه و يعللوه و كأنها قد ارتكبت جرما مخلا بالشرف بمجرد أنها أرادت التحرر من نير و عبودية عادات بالية لم يقرها شرع أو دين!!و من ثم وحتى يتم زواجها من شيخ العشيرة بعد شهرين، ستكون حبيسة رهينة في بيتها حتى يجهز عليها كالفريسة و لن تمكث طويلا!!!و بعد شهرين تعد و تجهز و تزف إلى كهلها و بعلها و يأتي كل أفراد العشيرة بأعلام و زينة في زفة تغيب فيها بهجة العروسة و لكنها مجرد إشهار أنها أصبحت أسيرة مدى الحياة فيما تسمى زيجة،تبا للعشيرة بأعرافها المجحفة القاسية!!ف "النفس الإنسانية التي كرمها الله لا تساوي شيئاً عند العشيرة" إذا تخلت عن عاداتها و أعرافها !!يعود"إياد القاسم" حزينا مغموما!!ليته لم يعرف "خولة" أو بدأ مشواره العاطفي معها فقد أحبها حبا جما و أحبته ؛ ليته لم يبدأ مشواره لنيل مراده من سيدة وقورة حيية خمرية جليلة ، جميلة الروح و خفيفة الظل!!هو حزين على حبيبته كأنها ذبيحة!!أو أضحية لحفل تأبين أو جنازة!!و كل ما يمكن قوله أنهم قد اغتالوها ، كبلوا حريتها و قضوا على رغبتها التي كانت دفينة بين أضلعها فلم تحدث بها إلا نفسها ،بل إنها كانت تنام وحيدة ، فلربما حلمت بما كان قد سبق تخطيطه فتزهق روحها من رجال العشيرة !!كيف يتسنى لها أن تحلم بزوج من خارج العشيرة كالذي ابتاعها ك بضاعة أو قلادة ليس لها من أمرها شيئاً سوى الرضوخ و الاستسلام لولات أمرها رغم نضوجها و علمها و كبر سنها!!و حتى يحين موعد رحيلها كانت صامتة كاتمة لما اختلج ذاتها فقد حملت وزرا و اثما كبيرا يكون مبررا لإنهاء حياتها و لن يسأل عنها أحد إذا قتلت و دفنت فقوانين البلاد لاتخضع لها العشائر!!و حتى إن سأل أحد عليها فكلام شيخ العشيرة هو الذي سيؤخذ به!!ساعتها سيقول أنها فقدت و هي في طريقها إلى زيارة اختها في إحدى مدن الدولة و لم يعثر عليها!!تنتظر"خولة موعد رحيلها و ليس فرحها أو عرسها ؛ شاردة الذهن،صامتة لا تتحدث حتى مع نفسها فربما تخدعها نفسها و تفشي سرها!!تنام وحيدة خوفا من أحلامها فربما تتخطى المألوف و تكون أحلامها ناطقة يسمعها أهلها فتكون نهايتها!!!للشاعر والاديب د/ زين العابدين فتح اللهانتظرو الجزء الثالث قريبا
في ألبوم: صور يوميات Moltka thfaf alrafdyn
القياس:
1080 x 1080
حجم الملف:
41.07 Kb