إلهي.. يداي خاويتان؛ فلا شيء لديهما تقدّماه ولا طاقة لهما على الدّفاع، لكنّني ادّخرت في يداي شيئًا وأملي معقودٌ على هذا الشّيء؛ إنّهما كانتا دائماً ممدودتين إليك، في تلك الأوقات التي كنت أرفعهما إليك، وعندما كنت أضعهما لأجلك على الأرض وعلى ركبتيّ، وعندما حملت السّلاح بيدي لأجل الدّفاع عن دينك؛ هذه هي ثروة يداي وأملي بأن تكون قد تقبّلتها.إلهي.. قدماي مترنّحتان، لا رمق فيهما. لا جرأة لهما على عبور الصّراط الذي يمرّ فوق جهنّم.فأنا ترتعش قدماي حتى على الجسر العاديّ، فالويل لي أمام صراطك الذي هو أرفع من الشّعرة وأحدّ من السّيف؛ لكنّ بصيص أملٍ يُبشّرني بإمكانيّة أن لا أتزعزع، وقد أنجو. لقد تجوّلت بهاتين القدمين في حرمكَ وطفتُ حول بيتكَ وركضت حافياً في حرم أوليائك وبين الحرمين، بين حرمي حسينكَ وعبّاسك؛ كما أنّني ثنيتُ هاتين الرجلين في المتاريس لمدّة طويلة وركضت، وقفزت، وزحفتُ، وبكيتُ، وضحكتُ وأضحكتُ وبكيت وأبكيتُ، ووقعت ونهضت لأجل الدّفاع عن دينك. آملُ أن تصفح عنّي لأجل تلك القفزات وذلك الزّحف وبحرمة تلك الحرمات.________________________________#قبسات من وصية #الشهيد قاسم سليماني (رضوان الله تعالى عليه). |الصورة أثناء عمليات التحرير - الموصل#ليلة_الشهداء لا تنسوا شهدائكم من قراءة سورة الفاتحة
القياس:
639 x 899
حجم الملف:
77.62 Kb