💠 يد الله مع الجماعةالتعاون ضرورة إنسانيّة واجتماعيّة في هذه الحياة، فالمرء لا يُمكنه العيش مُنفرِدًا، إذ إنّه كائن اجتماعيّ في طبيعته، وقد وضع الله فينا الحاجة إلى أفراد آخرين لننجز معًا ما قد نعجز عنه منفردين، فأمرَ الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتعاوُن على أن يكون على البرِّ والتقوى، وفعل الخيرات، إذ قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.إنّ التعاون مهم للغاية، فهو من الأمور التي تساعد على زيادة الأُلفة والمَحبّة بين الأفراد، واستفادة الأفراد من خبرات بعضهم البعض وتجاربهم في مُختلَف الأمور، وتنظيم أوقات الأفراد، وتوفير الجهد، وتقاسُم الأفراد لأعمالهم. في ضوء ما سبق، التعاون أمر أساسي يُساهم في تنفيذ الأعمال وإنجازها بسرعة أكبر، وتحقيق استثمار أكبر في مُختلَف الأمور، بالإضافة إلى تسريع عمليّات التطوُّر، والتقدُّم العلميّ، والتقنيّ، وتجديد طاقة الأفراد، وزيادة قوّتهم، وتحفيزهم؛ لبَذْل المزيد من الجهد، وإتقان أعمالهم، هذا ويساعد التعاون أيضًا على اكتشاف الأفراد لذواتهم، وما يملكون من طاقات، وقدرات، وخبرات كامنة.وقد ضرب الله لنا أمثلةً كثيرةً على مظاهر يتمثل فيها معنى التعاون بين مختلف الكائنات؛ فمثلًا في خلية النحل تتكاتف النحلات معًا لإنجاز مهامها وتنظيم خليتها، أيّما تنظيم، وهناك أيضًا تعانق حبات المطر مع بعضها بعضًا لتسقي الأرض، وتُخرِج بأمر من الله -سبحانه وتعالى- الثمار المتنوعة التي تقتات عليها الكائنات الحية.أما في الدين الإسلامي يُوجد الكثير من الأمور والعبادات التي يتجلى فيها التعاون بأبهى صوره، ومن ضمنها صلاة الجماعة، وأداء مناسك الحج، بالإضافة إلى الصلوات التي تُقام وقت الشدائد، مثل: صلاة الاستسقاء، فهي كلها تحث على التعاون، ويرشدنا بذلك الدين الحنيف إلى كيفية الارتقاء إلى كمالات روح التعاون وذلك عن طريق حب الخير للآخرين، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لا يُؤْمِنُ أَحَدَكُمْ حَتَّى يحب لأَخِيهِ مَا يحِبُهُ لِنَفْسِهِ))، حيث قرن النبي (صلى الله عليه وآله) الإيمان بحب الخير للآخرين، من هنا يتبلور لدى الإنسان حب الخير للآخرين ونكران الذات ومن ثَمَّ يتحقق العمل الجماعي ومساعدة الآخرين كما يحب أن يعامل من قبل الآخرين.فمن هذا الخلق العظيم والتربية الإيمانية يمكن أن ننهل ثقافة العمل الجماعي مرتكزين على أقوال النبي وآله (صلوات الله عليهم) في الحث على حب الخير للآخر والتجرد من الأنانية وأن يجعل الإنسان نصب عينه الهدف المشترك ، وبهذا السلوك الرفيع والسمو الإنساني الفطري ترى روح التعاون والعمل الجماعي وتذويب الذات في الجماعة لهو من مسلمات نجاح أي مشروع يتحلى أصحابه بهذه الروح العالية المتعاونة واستمراره.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...#الحشد_الشعبي #المديرية_العامة_لتكنولوجيا_المعلومات_والإتصالات / #مديرية_الحكومة_الإلكترونية#e_gov
القياس:
1080 x 931
حجم الملف:
90.29 Kb