قبسات
في كانون أول 19, 2022
22 المشاهدات
#مسؤولية_السمع_وفضله:
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾
إن هذه الآية تؤكد ما يقرره العقل من أن الإنسان مسؤول أمام كل نعمة وعن كل نعمة ومن أعظم النعم نعمة السمع التي هي أحد أهم أبواب تحصيل العلم النافع لكلا الدارين، ولذا تحدث الإمام الصادق‏ (عليه السلام) عن هذه المسؤولية قائلاً:
"يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر إليه والفؤاد عما عقد عليه"
فقيمة السمع أن يحفظ على ما ينفع وان ينزه عما يضر، فالأذن يمكن أن تكون باباً لتلقي الحكمة، وباباً لمرور آيات الله إلى القلب كما يمكن أن تكون باباً للقذر من الكلام والمحرم منه وللإنسان أن يشرفه ويكرمه باستماع كل ما يليق بالعاقل والحكيم وتنزيهه عما لا يليق بهما.
وفي فضل السمع قال الإمام علي (عليه السلام) : "جعل لكم أسماعاً لتعي ما عناها، وأبصاراً لتجلو عن عشاها".
#حق_السمع:
وللسمع حق على صاحبه قرره الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق:
"وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك إلا لفرصة كريمة تحدث في قلبك خيراً أو تكسب خلقاً كريماً فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله".
فلو كان السمع غاشاً لصاحبه غير أمين على ما يتلقاه كم في الحقائق تصبح باطلاً وكم من الباطل يصبح حقاً.
فإذا كان السمع أميناً وصادقاً يؤدي ما أوتمن ويصدق في ما يأتي إليه فهل يا ترى يكون صاحبه عارفاً بالجميل إن ألقاه باتجاه أنواع الكلام البذيء، أو السفيه أو اللغو أو المحرم.
من هو #السميع:
إن القران الكريم وأهل بيت العصمة يقسمون ذوي الأسماع إلى سامع وأصم لا باعتبار عطل آلة السمع بل بتعطيل فائدتها.
فنقرأ في القران الكريم قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُون﴾.
فهم صم لا لعطل في الأذان ولكن لأنهم لا يتعقلون ما يسمعونه.
وفي نظر المولى الكريم الذي له سمع ولا يستفيد منه ميت: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾.
بل إنهم في نظر المولى ليسوا موتى فقط وإنما موتى وفي القبور، قبور الإعراض عن ذكر الله وقبول الهدى.
على حد التعبير العامي "ماتوا وشبعوا موتاً".
﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾.
فللحياة معيار عند المولى هو مدى استفادة الإنسان من ما يسمع من آيات الله ودعوات الصلاح والهدى.
وهذا الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة يؤكد هذه المعاني قائلاً:
"ما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ناظر ببصير".
بينما ترى في المقابل أن هناك من هم ذوي سمع هو اسمع الأسماع.
فعن الإمام الحسن (عليه السلام): "... واسمع الأسماع ما وعى التذكير وانتفع به".
وعن أبيه (عليه السلام) أيضاً: "... إلا إن أسمع الأسماع ما وعى التذكير وقبله" .
#يتبع...
القياس: 1080 x 1080
حجم الملف: 66.67 Kb
أعجبني (4)
جارٍ التحميل...
4