قبسات
في كانون الثاني 24, 2023
15 المشاهدات
تمرّ علينا في اليوم الأوّل من رجب الأصبّ ذكرى ولادة خامس الأقمار المحمديّة الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام)،
باقر علوم الأوّلين والآخرين المولود سنة (57هـ)، الذي تلقّفة أهلُ البيت بالحبور والسرور إذ طالما كانوا ينتظرون ولادته التي بشّر بها رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)، منحدراً من سلالةٍ طاهرةٍ مطهّرةٍ ارتقت سلّم المجد والكمال، وكان أفرادها قِمَماً شامخةً في دنيا الفضائل.
والإمام محمد الباقر(عليه السلام) هو أوّلُ إمامٍ معصومٍ وُلد من نسل إمامَيْن معصومَيْن لأبوَيْن علويَّيْن فهو ابن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام عليّ بن أبي طالب(عليهم الصلاة والسلام)، وهذا نسبُهُ من جهة الأب.
أمّا من جهة الأمّ، فأمُّه هي السيّدة الزكيّة الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم الصلاة والسلام) وتُكنّى "أمّ عبدالله"، وكانت من سيّدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين(عليه السلام) يسمّيها الصدّيقة، ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): (كانت صدّيقةً لم تُدرَكْ في آل الحسن مثلها)، وحسبُها سموّاً أنّها بضعةٌ من ريحانة رسول الله، وأنّها نشأت في بيوتٍ أذن الله أن تُرفعَ ويذكرَ فيها اسمُه، ففي حجرها الطاهر تربّى الإمامُ الباقر(عليه السلام).
كنيته: (أبو جعفر) ولا كنية له غيرها.. أمّا ألقابه الشريفة التي دلّت على ملامح من شخصيّته العظيمة، فهي: (الأمين، الشبيه -لأنّه كان يُشبه جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله)-، الشاكر، الهادي، الصابر، الشاهد، الباقر -وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً وانتشاراً-) وقد لُقّب هو وولدُه الإمام الصادق بـ(الباقرَيْن) كما لُقّبا بـ(الصادقَيْن) من باب التغليب.
عاش الإمامُ الباقر(عليه السلام) مع جدّه الإمام الحسين(عليه السلام) نحو ثلاث سنوات ونيّف وشهد في نهايتها فاجعة كربلاء، ثمّ قضى مع أبيه السجّاد(عليه السلام) ثمان وثلاثين سنة، يرتع في حقل أبيه الذي زرعه بالقيم العُليا وأنبت فيه ثمار أسلوبه المتفرّد في حمل الرسالة المعطاء في نهجها وتربيتها المُثلى للبشريّة، حيث كانت مدّة إمامته ما يقرب من عشرين عاماً.
نهل الإمامُ الباقر(عليه السلام) العلوم والمعارف من والده الإمام زين العابدين(عليه السلام) حتّى فاق وأبدع في كلّ العلوم، فكان كما شهد له بذلك جدّه رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله) حيث لقّبه بالباقر قائلاً: (إنّه يبقر العلم بَقْراً)، عُرف (عليه السلام) بحُسن منطقه وقوّة حججه الفقهيّة والكلاميّة وفي أحكام الشريعة، وقد عاش طيلة حياته في المدينة المنوّرة يفيض من علمه على الأمّة المسلمة، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله)، وربّاها الإمامُ عليّ ثمّ الإمامان الحسن والحسين(عليهم السلام) كما غذّاها من بعدهم أبوه عليُّ بن الحسين(عليهما السلام) مقدّماً لها كلّ مقوّمات تكاملها وأسباب رشدها وسموّها.
#قبسات
القياس: 959 x 1199
حجم الملف: 164.36 Kb
أعجبني (3)
جارٍ التحميل...
3