في رحاب عاشوراء ...أصلاح الأمة وفق الرؤية الحسينية ..------------------------------أن عملية إصلاح شخص ما لا تكون بالمواجهة ، لأن مواجهته المباشرة بأخطائه لها مردود سلبي أكثر مما هو إيجابي وبالتالي فلن يودي غرضه المنشود بل على العكس من ذلك سوف يكون عامل أنعزال وإبعاد ...وهذا هو المنهج الذي أتبعه الإمام الحسين(عليه السلام) في معالجة انحراف الأمة وإصلاحها ، وأختار أن لا تكون هناك مجابهة واضحة للإخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة لأن معنى المواجهة هو الانكماش والانعزال ، وبالتالي لا يمكن القيام بعمل مشروع في نظر الأمة ...فالذي يريد أن ينفذ لضمير مجموعة فقدت ضميرها وماعت أخلاقياً لابد له أن يفكر بإنشاء فكره جديدة والأصح اخلاقية جديدة من غير الحاجة الى المجابهة المباشرة التي تجعله غير مرغوب فيه ولا فيما يقول ، لذلك لابد له من سلوك طريق أخر ينفذ به لاعماقهم مع محافظته على معقولية مشروعه ومشروعيته ، وبأنه ناصح لهم دفعه لذلك خوفه عليهم وحرصه على مقدراتهم ، وكما عمل الإمام الحسين(عليه السلام) ، فلم يبق لدى شخص من أبناء الأمة الإسلامية لديه أي شك في مشروعية عمل الإمام الحسين(عليه السلام) ، وأن عمل بني أمية كان عملاً عاتياً ظَالِماً جائراً جباراً .#هذا الوضوح في عمل الإمام الحسين(عليه السلام) جعل الأمة الإسلامية تدخل بالتدريج الى أجواء أخلاقية جديدة ليست انهزامية غير تلك التي كانت تهيمن عليهم ، هذا الوضوح هو الذي هز صمير الإنسان المسلم ، وهو الذي يهزه إلى يومنا هذا .#فليس دم الإمام الحسين(عليه السلام) ، بهذا الرخص ليكتفي به في زمن دون أخر ، ولا في نظام حكم معين ، ولا كان غرضه زعزعة عرش بني أمية لعنهم الله ، ولم تكُن تلك الدماء الطاهرة الّتي أريقت على رمضاء كربلاء لفضح فساد بني أمية وفضحهم ، بل أن ثمن دم الحسين(عليه السلام) - الذي هو أغلى دم سفْك في سبيل الله -أن يبقى محركاً ، منوراً ، دافعاً ، منقياً ، مطهرا على مر أجيال الأمة الإسلامية ...#لابد أن تهتز ضمائرنا لتلك الدماء الطاهرة الّتي أريقت لأجلنا ..#لابد أن يهز ضمير كل منا حين نجابه أي موقف من الإغراء ، أو الترغيب ، أو الترهيب ..لابد وأن نستشعر تلك التضحية العظيمة حين نلتفت إلى إننا مدعوون الى تقديم تضحية جزئية بسيطة حين يتطلب منا ديننا ذلك في أي موقف نتعرض له ...#السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين.#الحمد_لله_رب_العالمين...منقول ✍️#عصام.
القياس:
1199 x 730
حجم الملف:
237.92 Kb