خديجة
في حزيران 18, 2020
48 المشاهدات
الفنان الذي يريد إنتاج الفن الملحمي، لا بد أن يكون شجاعا
آراء المرء تعكس مكنونات قلبه
الفنانون أكثر تأثيرا على رؤية الناس من العلماء
علم المرء طوع ميوله!
ميول المرء تغير "رؤيته" بحيث قد يرى البعوضة فيلا!
#زاوية_الرؤية (المحاضرة7)1
يكتسب الناس القَدْر والقيمة عند الله عزّ وجل حسب نمط رؤيتهم، وحين يرتفع شأنهم تتحسن رؤيتهم أيضا. وفي الدنيا أيضا حين يشعر الناس بلذة ما، يعود 99 بالمئة من هذا الشعور إلى نمط رؤيتهم وواحد بالمئة فقط منه يتعلق بالجانب الفيزيولوجي للذة.
يهتم الجميع بـ"الرؤية"، فالذين يريدون إدارة حياة الناس يحاولون التأثير على رؤيتهم، والعاملون في مجال الإعلام التجاري لبيع سلعهم يحاولون في الحقيقة أن يغيروا رؤية الناس من خلال عملية الدعاية والإعلام. وإن أكثر الأشخاص تأثيرا على رؤية الإنسان هم الفنانون، بل إنهم أشد أثرا عليها من العلماء.
الرؤية هي نتاج المزج بين توجهات الإنسان ومعلوماته. فالإنسان يعبّر عن ميوله من خلال رؤيته للظواهر والقضايا. وميول المرء تسخّر معلوماته ومعارفه. فالعلم والمعلومات مفيدة، بيد أن الانبهار بالعلم يعني إعطاءه وزنا أكثر مما يستحقه. فمن الخطأ أن تظنوا بأن العلم قادر لوحده على فعل الكثير، فالعلم طوع توجهات الإنسان وميوله! وهو، في مقام التشبيه، كالمسبحة، بينما ميولك ونزعاتك كالأنامل التي تحرك المسبحة كما تشاء.
يقول البعض: "العلم يخلق الميول وعلينا أن نكتسب العلم أولا ثم نضبط ميولنا وفقا لمعلوماتنا"، لكن هذا الرأي يفتقر إلى الدقة بشدة، لأن مَن يتوجه في البداية إلى العلم، يتوجه إليه بدافع من رغبته بالعلم والمعرفة. إذن فهو في الحقيقة يتبع عواطفه ورغباته أيضا، لكن رغباته وميوله متّجهة نحو طلب العلم والمعرفة.
"الرؤية" هي حصيلة علم الإنسان ووعيه المتأثرَين بميوله وتوجهاته. وما يهمنا هو أن هذه الرؤية نفسها بأي الميول تتأثر؟ فالفنان مثلا، ولا سيما الفنان الذي يريد إنتاج الفن الملحمي، لا بد أن يكون شجاعا ولا تسكن قلبَه المخاوف بأنواعها؛ فلا يخاف من سوء السمعة، ولا يخشى فقدان الفرص، ولا يخاف الإحراج، ولا أمثال ذلك. لا بد أن يكون شجاعا كالعارف بالله، كالإنسان الموحد التقي المتحرر من جميع القيود.
التوجهات تؤثر على رؤية الإنسان، فمن لم يكن شجاعا باسلا لا يستطيع أن يكتسب رؤية ملحمية، ومهما أجادوا في شرح الملحمة والشهادة والجهاد له، لا يتمكن من تصوّر المشهد الملحمي بشكل صحيح. إذن نزعات الإنسان (كالشجاعة أو الخوف) تعطي الإنسان "رؤية" وتغير وجهة نظره بحيث قد يرى البعوضة فيلا أحيانا!
سماحة الشيخ بناهيان
طهران، جامعة الفنون ـ 13محرم 1439هـ
اقرأ النص الكامل هنا:
arabic.bayanmanavi.ir/post/1174
@PanahianAR
@Panahian_Ar
القياس: 1280 x 720
حجم الملف: 64.54 Kb
أعجبني (2)
جارٍ التحميل...
2