تفسير القران الكريم

تسجيلات الأعجاب

Um-mostafa

Aaaaabbash

Ahmed Alnoayhy

Ajm-313

المزيد

تفسير القران الكريم

26 الإعجابات

تاريخ إنشاء الصفحة: حزيران 11, 2020

أعجبني

الإبلاغ عن منشور/تعليق

تعليق اليوميات

تفسير القران الكريم

حزيران 18, 2020 10:12 pm

‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّـهُ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ وَ عَلی‌ سَمْعِهِمْ وَ عَلی‌ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ ع... عرض المزيد‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّـهُ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ وَ عَلی‌ سَمْعِهِمْ وَ عَلی‌ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)⏮6️⃣و7️⃣ التّفسير ‏المجموعة الثّانية: الكفّار المعاندون‌ ‏هذه المجموعة تقف في النقطة المقابلة تماما للمتقين، و الآيتان المذكورتان بيّنتا باختصار صفات هؤلاء. ‏الآية الاولی تقول إن الإنذار لا يجدي نفعا مع هؤلاء، فهم متعنتون في كفرهم‌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌ بعكس الطائفة الاولی المستعدّة لقبول الحق لدی أول ومضة. ‏هذه المجموعة غارقة في ضلالها و ترفض الانصياع للحق حتی لو اتضح لديها. من هنا كان القرآن غير مؤثر في هؤلاء. و هكذا الوعد و الوعيد، لأنهم يفتقدون الأرضية اللازمة لقبول الحق و الاستسلام له. ‏الآية الثّانية تشير إلی سبب هذا اللجاج و التعصب و تقول: خَتَمَ اللَّـهُ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ وَ عَلی‌ سَمْعِهِمْ وَ عَلی‌ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ، و لذلك استحقوا أن يكون‌ لَهُمْ‌ عَذابٌ عَظِيمٌ‌. ‏أجهزة استقبال الحقائق معطوبة عند هؤلاء ... العين التي يری المتقون فيها آيات اللّه، و الاذن التي يسمعون بها نداء الحق، و القلب الذي يدركون به الحقائق، كلها قد تعطّلت و توقفت عن العمل لدی الكافرين. هؤلاء لهم عيون و آذان و عقول، لكنهم يفتقدون قدرة «الرؤية» و «الإدراك» و «السمع». لأن انغماسهم في الانحراف و عنادهم و لجاجهم، كلها عناصر تشكل حجابا أمام أجهزة المعرفة. ‏الإنسان قابل للهداية طبعا- إن لم يصل إلی هذه المرحلة- مهما بلغ به الضلال أمّا حينما يبلغ في درجة يفقد معها حسّ التشخيص «فلات حين نجاة» لأنه افتقد أدوات الوعي و الفهم، و من الطبيعي أن يكون في انتظاره عذاب عظيم. ‏٢- لماذا يصرّ الأنبياء علی هداية هؤلاء، إذا كانوا لا يهتدون؟ ‏و هذا سؤال آخر يطرح في إطار الآيات المذكورة. و الجواب عليه يتضح لو عرفنا أن العقاب الإلهي يرتبط بمواقف الإنسان العملية و سلوكه الفعلي، لا بما يكنّه في قلبه من زيغ و ضلال فقط. من هنا كان لا بدّ من توجيه الدعوة حتی إلی هؤلاء الذين لا يهتدون. بعد ذلك يستحق الفرد العقاب تبعا لموقفه من الدعوة. ‏بعبارة اخری لا بدّ من «إتمام الحجّة» قبل العقاب. ‏بعبارة موجزة: الثّواب و العقاب يتوقفان حتما علی العمل بعد إنجازه، لا علی المحتوی الفكري و الروحي للفرد. ‏أضف إلی ما سبق: أن الأنبياء بعثوا للناس جميعا، و هؤلاء الذين‌ طَبَعَ اللَّـهُ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ‌ قليلون في المجتمع، أما الأكثرية فهم التائهون الذين يتقبّلون الهداية ضمن برنامج تعليمي تربوي صحيح. ‏٣- الختم علی القلوب: ‏في الآيات المذكورة و آيات اخری عبّر القرآن عن عملية سلب حسّ التشخيص و الإدراك الواقعي للأفراد بالفعل «ختم»، و أحيانا بالفعل «طبع» و «ران». ‏في اللغة «ختم» الإناء بمعنی سدّه بالطين أو غيره، و أصلها من وضع الختم علی الكتب و الأبواب كي لا تفتح، و الختم اليوم مستعمل في الاستيثاق من الشّي‌ء و المنع منه كختم سندات الأملاك و الرسائل السرّية الهامة. ‏و هناك شواهد من التأريخ تدلّ علی أن الملوك و أرباب السلطة كانوا سابقا يختمون صرر الذهب بخاتمهم الخاص و يبعثون بها إلی المنظورين للاطمئنان علی سلامة الصرر و عدم التلاعب في محتوياتها. ‏و الشائع في هذا الزمان الختم علی الطرود البريدية أيضا، و قد استعمل القرآن كلمة «الختم» هنا للتعبير عن حال الأشخاص المعاندين الذين تراكمت الذنوب و الآثام علی قلوبهم حتی منعت كلمة الحق من النفوذ إليها و أمست كالختم لا سبيل إلی فتحه. ‏و «طبع» بمعنی ختم أيضا. ‏أما «ران» فمن «الرين» و هو صدأ يعلو الشي‌ء الجليّ، و استعمل القرآن هذه الكلمة في حديثه عن قلوب الغارقين في أوحال الفساد و الرّذيلة: كَلَّا بَلْ رانَ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‌٥. ‏المهم أن الإنسان ينبغي أن يكون حذرا لدی صدور الذنب منه، فيسارع إلی غسله بماء التوبة و العمل الصالح، كي لا يتحول إلی صفة ثابتة مختوم عليها في القلب. ‏في حديث عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السّلام: «ما من عبد مؤمن إلّا و في قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النّكتة نكتة سوداء، فإذا تاب ذهب ذلك السّواد، فإن تمادی في الذّنوب زاد ذلك السّواد حتّی يغطّي البياض، فإذا غطّي البياض لم يرجع صاحبه إلی خير أبدا، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلی‌ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ‌٦. 📚المصدر:تفسير الأمثل لسماحة آية الله مكارم الشيرازي

عرض أقل