زهرة النرجس
في أيلول 26, 2020
137 المشاهدات
•"الفاتحة لروح الشهيد البطل"
طلبُ الشهادة ليس لقلقة لسان، بل معركة في جهادَين، يتساوى فيهما كلّ شيء بنظر عاشق مثل بلال، فلا فرق عنده بين الجلوس صباحاً على الشرفة بين رائحة الحبق يحتسي كوب الـ"نسكافيه" مع أمّه، أو مع زوجة عمّه، أو في لمّةٍ من الجيران والأصدقاء، وبين أن يكون وحيداً في منزل مدمّرٍ، تحاصره النيران، وحوله جثامين رفاقه، وغبار المعركة يملأ رئتيه، وصوت المسلّحين يمزّق أذنيه بطلب تسليم نفسه لتأمين عودته إلى ذويه سالماً. ففي كلا المكانين، شوق الرحيل يدغدغ روحه، وكأنّ بلالاً مذ صعوده الأوّل إلى الجبهة ترك روحه هناك، وصارت عودته تُشبه "إنهاء بعض الأعمال". وكان يعلمُ أنّ مهمّته في الغوطة الشرقيّة لا عودة منها، ولهذا جلس مع أخته لتحضير فيديو عنه يُعرض بعد شهادته، فانتقى الصور وشارك في ترتيبها، وفي نهايته كتب: "تحيّة لسماحة السيّد حسن نصر الله والفاتحة لروح الشهيد البطل". هو البطل الذي وقف في بيتٍ أسماه الإرهابيّون "البيت المستعصي" -لعدم قدرتهم على اقتحامه- وفوهة مدفع الدبّابة يقترب منه، فردّ على طلب المسلّحين بصوتٍ عال: "اقصفوا البيت، فلن أترك رفاقي الشهداء".
http://baqiatollah.net/article.php?id=9933
القياس: 700 x 700
حجم الملف: 69.3 Kb
أعجبني (2)
جارٍ التحميل...
2