قبسات
في كانون أول 19, 2022
13 المشاهدات
#مسؤولية_السمع_وفضله:
إن من أهم ما يتأدب به الإنسان مما يتعلق بسلوكه الاجتماعي هو أن يتعلم الإصغاء إلى مخاطبه واحترامه والإقبال إليه بسمعه ووجهه، والإصغاء يفترض أن يتحول إلى عادة نمهر بها سلوكنا في علاقاتنا مع الناس بل إن من التواضع ومن الحكمة أن تتلقى مخاطبك بالإصغاء وعدم التلهي والاشتغال بأمور توحي له بأنك غير مهتم له ولكلامه فقد يكون في ذلك أذية كبرى له، بل قد يكون في ذلك لك خسارة كبرى.
ويكفي في حق مكلمنا علينا انه اهتم لنا واعتنى بنا فوجّه خطابه إلينا.
وأهم من قام بذلك هو الله عز وجل الذي اعتنى بنا وبوجودنا وبهدايتنا فاختار من خير خلقه رسولاً لنا وأرسل إلينا كتابه يخاطبنا به ويكلمنا الم يقل أهل بيت العصمة إنه من أحب أن يكلمه الله فليقرأ كتاب الله فإن كان من الآداب أن نصغي لمخاطبنا خصوصاً إذا كان ذا غرض شريف ونبيل وكان فيه صالحنا وفائدتنا فإن في رأس أدب الإصغاء أن نصغي إلى كلمات الله وكلمات أوليائه وهو القائل في كتابه: ﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُوا﴾.
وبطبيعة الحال السمع سمعان: سمع سيء ، وسمع حسن.
#السمع_السيئ
قد يكون شريكاً لكل من يسمعه ومشاركاً في كل ما يسمعه "السامع شريك القائل".
1- سماع الغيبة: عن أمير المؤمنين‏(عليه السلام) : "سامع الغيبة أحد المغتابين".
2- بسماع الهجر من القول: "سامع هجر القول شريك القائل".
3- سماع الغناء: قال رجل للإمام الصادق (عليه السلام) : إن لي جيراناً ولهم جوار يتفيئن ويضربن بالعود فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعاً مني لهن؟... فقال له الإمام الصادق (عليه السلام) : " تالله أنت! أما سمعت الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ ".
4- سماع كل محرم: عن الإمام الرضا (عليه السلام) : "ففرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، أن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه، والإصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل فقال في ذلك: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِه﴾ ".
5- استماع اللغو: قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾  
ما العمل مع هذه الحالات وسواها فقد أمر الله بالإعراض فقال: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾
 فالمطلوب أن يكرم الإنسان نفسه وسمعه بأن لا يسمع أمثال هذا الحرام.
وقال الإمام في غرر الحكم: "إذا سمعت من المكروه ما يؤذيك فتطأطأ له يخطك".
#السمع_الحسن:
وعنه يتحدث الإمام علي (عليه السلام) قائلاً: "من أحسن الاستماع تعجل الانتفاع".
1- السمع الواعي: عن الإمام علي‏(عليه السلام) : "إذا لم تكن عالماً ناطقاً فكن مستمعاً واعياً".
وهذه الرواية بقيد صدرها يكون السمع الواعي هو سماع العلم،فكأنه عنى (عليه السلام) انه إن لم تكن أنت العالم الذي يلقي العلوم فكن مستمعاً للعلم بوعي والله أعلم.
2- سماع الكلام الحسن: لا شك مما تقدم إن إكرام السمع أن لا يستمع الإنسان إلى ما يشين من بذي القول أو السفه أو الكفر أو غير ذلك لكن تمام إكرامه بالاستماع إلى كل ما حسن الاستماع إليه من كلام.
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) : "لكل شي‏ء فاكهة وفاكهة السمع الكلام الحسن" .
3- سماع ذكر الله: عن الإمام علي (عليه السلام) : "سامع ذكر الله ذاكر" .
4- سماع الصلاح: وعنه (عليه السلام) : "عود أذنك حسن الاستماع ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك" .
#قبسات
القياس: 1080 x 1080
حجم الملف: 66.87 Kb
أعجبني (6)
جارٍ التحميل...
6