(مقال مختصر جدا عن العبد الذي قصده موسى . *فقط عن العبد* )
قال تعالى:
(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)الكهف 65.
لنخرج المعاني المس... عرض المزيد(مقال مختصر جدا عن العبد الذي قصده موسى . *فقط عن العبد* )
قال تعالى:
(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَ عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)الكهف 65.
لنخرج المعاني المسبقة ، من اذهاننا وننظر للاية من زاوية أخرى.
بداية لم يذكر القرآن أن العبد هو الخضر وانما هي تفسيرات روائية نقلية ،بل لا توجد قرائن تقضي بأن هذا العبد هو من البشر .
العبد والعباد غير العبيد ، وهو لفظ شامل لكل مخلوقات الله تعالى ،خاصة العاقلة المفكرة العاملة منها ، قال تعالى :
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ *عَبْداً* )مريم 93
والعباد مفهوم يشمل كل من يكون عمله واتصاله مع الله تعالى لا غيره ، عكس العبيد قد يكون مع غير الله .
ذكرت الآية أن هناك عبدا وهو من عباده لا عبيده ، وذكرت الكلمة نكرة يعني غير مخصصة ، خصصت بالقيود تالية وهي
1-عبد من عبادنا (أي أن هذا العبد صالح)
2- أوتي رحمة من عند الله ( من يؤت الرحمة من عند الله يكون فاعلا للرحمة ومعط لها ، وفرق بين من يكون فاعلا للرحمة ومن هو مفعول للرحمة، وللرحمة معنى يطول به المقال)
3-علم علما من لدن الله ( علمه من لدن الله ، أي مباشرة ، والانبياء علومهم تكون بواسطة سواء أكان وحيا أو غيره ، الملائكة علومهم من الله تعالى).
هذه المواصفات لا يمكن أن تطبق على بشر أبدا إلا إذا كان نبيا ، بينما هذه المواصفات تنطبق تماما على ملائكته الذين هم عباده
(وَ جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ *عِبادُ الرَّحْمنِ* إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ)زخرف 19.
4-في هذه النقطة تختلف صفة الفعل للنبي البشري وهذا العبد.
افعال هذا العبد هي تنفيذ لأوامر الهية معينة، حيث وضح العبد فعله بنهاية القصة (.. رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَ ما *فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي* ....)كهف 82 ، هذه الافعال هي منكرات بالنسبة لنا في عالمنا ،لغياب الحكمة الواضحة والظاهرة، وكما هو واضح من استنكار نبي الله موسى .
ولا يمكن بحال قبول هذه الافعال لا عقلا ولا شرعا في عالمنا، الا من نافذة واحدة وهي القضاء والقدر .
وتنفيذ اوامر القضاء والقدر من مختصات ملائكة معينين .
كذلك في عالمنا لا يمكن اجتماع نبيين للأمة ، أو شخص أعلم وأفضل من النبي المرسل ، لأن في ذلك استلزام لضعف وخلل باحدهما .
إذن يمكن تصور التالي بعد الموجز اعلاه
( أن موسى كان في رحلة مع ملك القضاء والقدر) .