في خضم الصراع الدائر ومن خلال مسيرة حافلة
بالألم لابد لنا ان نضع
قناعاتنا وان كانت تخالف فهم البعض
ولكن لقول الحقيقة لا يمنعنا مانع.
... عرض المزيدفي خضم الصراع الدائر ومن خلال مسيرة حافلة
بالألم لابد لنا ان نضع
قناعاتنا وان كانت تخالف فهم البعض
ولكن لقول الحقيقة لا يمنعنا مانع.
ايران الثورة
ثوابت في الفكر والرؤية.
لم تكن حركة الإمام الخميني حركة نابعة من عفوية او لحظة ضعف في سلطة قاهرة انما حركة وعي بثوابت واضحة وفكر متجدد
حافظ على مسافات مهمة من الادراك في فهم مراحل الوصول بالواقع الإسلامي المتراجع الى واقع يمتد ليشكل حضور واعي على الرغم من أدوات الحصار التي واجهته في كل مراحل الثورة
ولم تكن الجمهورية الاسلامية منغلقة في تحريك الوعي نحو العالمية في قراءة اين سيكون موقعها في هذا العالم الذي تتنافس فيه القوى الخارجة من حروبها العالمية
لذلك كان شعار الثورة ومنذ الأيام الأولى " لا شرقية ولا غربية "
لكن لماذا كان هذا الشعار ؟
في فهمنا ان المجتمعات المسلمة كانت تعيش حالة التبعية فإما للمعسكر الرأسمالي أو الاشتراكي
وقد كان المعسكران يمتلكان رؤية فكرية متناقضة ويتسابقان في جعل الدول الاخرى تحت وصاياهم ورغباتهم معتمدين في ذلك على ما يمتلكان من تراث فكري انتجه مفكريهم.
من هنا كان المجتمع المسلم هدف لغزو تلك الافكار مما انتج صراع في فهم الهوية
فمنهم من رأى في القومية شعار لوحدة انتمائه
امثال الزعيم التركي ( مصطفى كمال أتاتورك )
والزعيم الايراني ( رضا بهلوي )
والمصري ( جمال عبدالناصر )
ومنهم من جعل من التحرر الوطني شعار للخروج من التبعية الاستعمارية
امثال
العراقي ( عبدالكريم قاسم )
والجزائري ( هواري بومدين )
فنجح اتاتورك في ربط تركيا 🇹🇷 بالغرب كما نجح أيضا بهلوي في الالتحاق في نفس المعسكر
واتجه (الناصري وبو مدين)
للمعسكر الاشتراكي
وفشل عبدالكريم قاسم في إيجاد متنفس للخروج من دائرة الاثنين فسقط امام المد الناصري.
وفي تصوري ان فشله نابع من
اولا:
لم يضع لحركته نظرية فكرية واضحة
ثانيا:
لم يكن واضحا لإي المعسكرين ينتمي.
لذلك تُرك لمصيره دون غطاء من أحد
في خضم هذا الصراع في فهم الهوية وفهم الاستقلالية
وفشل التيار القومي في استرجاع الحق الفلسطيني
كانت ثمة حركات فكرية نابعة من وسط مفكري التيارات الإسلامية تتحرك في مصر وايران حول مفهوم (الحكم وبناء الدولة) ومشروعية الحاكم في بلاد المسلمين
قادها في مصر سيد قطب وفي ايران السيد الامام الخميني
فشل السيد قطب في مصر
وذلك لان التيار القومي العروبي كان هو الطاغي في ادبيات المثقفين العرب أضف الى ذلك الصراع مع العدو الصهيوني مما ساعد عبدالناصر لان يجعل خصومه في السجون دون ضجيج.
ونجح الامام الخميني في ثورته الكبرى واطاح بالحكم البهلوي
من خلال امتلاكه الثوابت الواضحة والخطوط العامة في حركة بناء العقيدة المستندة الى نظرية (ولاية الفقيه)
فلم يتحرك في قول الا وكان الفعل حاضرًا أمامه فحاز على ثقة الشعب وثقة المثقفين الإيرانيين
بل امتدت لتشمل بقاع العالم العربي والاسلامي برمته لولا خطط المؤامرات التي صبت على الجمهورية من اول أيامها
من خلال هذه المقدمة نستنتج
ان حركة الأمام الخميني كانت تدرك اين تتحرك والى اين تريد الوصول
فحركة الجمهورية اليوم لمن يقرأها بالمنظار الاستراتيجي يفهم تحركها الاخطبوطي وأين وصلت ويدرك حجم الانتصار الذي حققته من فرض وجودها العالمي
اما اولئك الذين يقرأونها فقط في نطاقها المحلي حتما سيصلون لنتائج ضيقة وفي فهم الدائرة المغلقة وقد يحاول البعض جعل الافراد الفاشلين الذين حسبوا انفسهم عليها
في دائرة فشل الجمهورية وهذا في ظني خطأ وقصر فهم للمحتوى الاستراتيجي
لذا نقول ان ثوابت الرؤية والفكر لم تتغير في الاستراتيجية الإيرانية ولكنها قد تتغير بالتكتيك.
فنجح فكر الإمام الخميني لانه امتلك النظرية في ادارة الدولة وفشل الاخرون لانهم استوردوا النظريات.
ونجاح الجمهورية في حركتها في استبعاد القوى الخارجية
جعل من تركية تستثمر الفراغ الذي احدثته الجمهورية الاسلامية
لتنتج لنفسها واقع جديد خارج نطاق المعسكرين
ولكنها قد لا تنجح لانها لم تضع نظرية بقدر ما تريد استعادة نفوذها الإقليمي
الذي فقدته ايام الدولة العثمانية
وهنا قد تصطدم بالجمهورية الإسلامية مالم يكن هناك تفاهم في خلق المناخات التي تؤدي للتشابك لا الى الاشتباك.
وخلق مناخ كنفدرالي لشعوب المنطقة كما اسمها المفكر الراحل أنيس النقاش " الكنفدرالية المشرقية "
بحيث يحتفظ كلاً بخصوصيته المحلية ويشترك في المصالح الاستراتيجية المشتركة التي تنعش اقتصاد الكل في شعوب المنطقة.
خطابنا للشباب الذين لم يواكبوا تلك المرحلة أن يقرأوا الفكر ببعده العالمي الاستراتيجي
لا ببعده المحلي الضيق وان نخرج من دائرة إستيراد النظريات
او نعتمد النظرية التي هي اقرب لواقعنا واخلاقياتنا ومنطلقاتنا الفكرية الخالية من التعصب والانحلال.
لاننا نعتقد
ان الذي يريد ان يكون رقماً في عالم اليوم
عليه ان يضع في فهمه واقع الجغرافية العالمية ويدرسها أقتصاديا وسياسيا واجتماعيا
وان لا يختزل تحركه في نطاقه المحلي الضيق
سلمان السلمان
31/05/2021