1- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف ، لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة. نهج البلاغة : الحكمة 474 .
2- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : العفة شيمة الأكياس ، الشره سجية الأرجاس. غرر الحكم : ( 729 – 730 ).
3- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا. غرر الحكم : 1989.
4- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : العفاف زينة الفقر. نهج البلاغة : الحكمة 68 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 18 / 213 .
5- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : زكاة الجمال العفاف. غرر الحكم : 5449.
6- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : عليك بالعفة ، فإنها نعم القرين. غرر الحكم : 6099 .
7- قال الإمام علي ( عليه السلام ) – في صفة المتقين – : حاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة. نهج البلاغة : الخطبة 193. 8- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاثة كلهم حق على الله عونه : الغازي في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد التعفف . سنن ابن ماجة : 2518.
9- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) – كان يدعو – : اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. صحيح الترمذي : 3489 . أصل العفاف
10- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : من قنعت نفسه أعانته على النزاهة والعفاف. غرر الحكم : 8663.
11- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : الرضا بالكفاف يؤدي إلى العفاف . غرر الحكم : 1512 . قوام العفة
12- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : الصبر عن الشهوة عفة ، وعن الغضب نجدة . غرر الحكم : 1927 . ثمرة العفة
13- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : من عف خف وزره ، وعظم عند الله قدره. غرر الحكم : 8597.
14- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : من عفت أطرافه حسنت أوصافه. غرر الحكم : 9050 .
15- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : من اتحف العفة والقناعة حالفه العز. غرر الحكم : 9185 . ما يتشعب من العفاف
16- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما العفاف : فيتشعب منه الرضا ، والاستكانة ، والحظ ، والراحة ، والتفقد ، والخشوع ، والتذكر ، والتفكر ، والجود ، والسخاء ، فهذا ما يتشعب للعاقل بعفافه رضى بالله وبقسمه . تحف العقول
17- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ألا وإن القناعة وغلبة الشهوة من أكبر العفاف. غرر الحكم : 2760.
18- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : على قدر العفة تكون القناعة . غرر الحكم : 6179 .
19- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفة. غرر الحكم : 10927 .
20- قال الإمام علي ( عليه السلام ) – في وصيته لمحمد بن أبي بكر لما ولاه مصر – : يا محمد بن أبي بكر ! اعلم أن أفضل العفة الورع في دين الله والعمل بطاعته ، وإني أوصيك بتقوى الله في أمر سرك وعلانيتك. البحار : 77 / 390 / 11 .
الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (55) 2 سبب النزول جاء في تفسير مجمع البيان - وتفاسير وكتب أخرى - نقلا عن عبد الله بن عباس قوله: أنه كان في أحد الأيام جالسا إلى جوار بئر زمزم، ويروي للناس أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتقرب إليهم - فجأة - رجل كان يرتدي عمامة، ويضع على وجهه نقابا، وكان كلما تلا ابن عباس حديثا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تلا هو حديثا عن النبي مستهلا قوله بعبارة: " قال رسول الله... " فأقسم عليه ابن عباس أن يعرف نفسه، فرفع هذا الشخص النقاب عن وجهه وصاح أيها الناس من عرفني فقد عرفني ولم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهاتين وإلا صمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، يقول: " علي قائد البررة، وقاتل الكفرة منصور من نصره، مخذول من خذله ".
وأضاف أبو ذر: أما إني صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم أشهد بأني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي (عليه السلام)
راكعا فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يختتم فيها فاقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: " اللهم موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني ليفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما.. اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا عليا أشدد به ظهري ".
قال أبو ذر (رحمه الله): فما استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلامه حتى نزل جبرائيل من عند الله عز وجل فقال (عليه السلام): يا محمد إقرأ، قال: وما إقرأ؟ قال: إقرأ: إنما وليكم الله وسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. (1) وطبيعي أن سبب النزول هذا قد نقل عن طرق مختلفة (كما سيأتي تفصيله) بحيث تختلف الروايات أحيانا بعضها عن البعض الآخر في جزئيات وخصوصيات الموضوع، لكنها جميعا متفقة من حيث الأساس والمبدأ.
2 التفسير ا بتدأت هذه الآية بكلمة " إنما " التي تفيد الحصر، وبذلك حصرت ولاية أمر المسلمين في ثلاث هم: الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذين آمنوا وأقاموا الصلاة وأدوا الزكاة وهم في حالة الركوع في الصلاة كما تقول الآية: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
ولا شك أن الركوع المقصود في هذه الآية هو ركوع الصلاة ولا يعني الخضوع، لأن الشارع المقدس اصطلح في القرآن على كلمة الركوع للدلالة على الركن الرابع للصلاة.
وبالإضافة إلى الروايات الواردة في شأن نزول الآية، والتي تتحدث عن تصدق علي بن أبي طالب (عليه السلام) بخاتمه في الصلاة - وسنتطرق إليها بالتفصيل - فإن جملة ويقيمون الصلاة تعتبر دليلا على هذا الأمر، وليس في القرآن أثر عن ضرورة أداء الزكاة مقرونة بالخضوع، بل ورد التأكيد على دفع الزكاة بنية خالصة وبدون منة.
كما لا شك في أن كلمة " الولي " الواردة في هذه الآية، لا تعني الناصر والمحب، لأن الولاية التي هي بمعنى الحب أو النصرة لا تنحصر في من يؤدون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، بل تشمل كل المسلمين الذين يجب أن يتحابوا فيما بينهم وينصر بعضهم البعض، حتى أولئك الذين لا زكاة عليهم، أو لا يمتلكون - أساسا - شيئا ليؤدوا زكاته، فكيف يدفعون الزكاة وهم في حالة الركوع؟! هؤلاء كلهم يجب أن يكونوا أحباء فيما بينهم وينصر بعضهم البعض الآخر.
ومن هنا يتضح لنا أن المراد من كلمة " ولي " في هذه الآية، هو ولاية الأمر والإشراف وحق التصرف والزعامة المادية والمعنوية، خاصة وقد جاءت مقترنة مع ولاية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية الله حيث جاءت الولايات الثلاث في جملة واحدة.
وبهذه الصورة فإن الآية تعتبر نصا قرآنيا يدل على ولاية وإمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) للمسلمين.
3 شهادة الأحاديث والمفسرين والمؤرخين:
لقد قلنا أن الكثير من الكتب الإسلامية ومصادر أهل السنة تشتمل على العديد من الروايات القائلة بنزول هذه الآية في شأن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد ذكرت بعض هذه الروايات قضية تصدق الإمام علي (عليه السلام) بخاتمه على السائل وهو في حالة الركوع، كما لم تذكر روايات أخرى مسألة التصدق
هذه، بل اكتفت بتأييد نزول هذه الآية في حق علي (عليه السلام).
وقد نقل هذه الروايات كل من ابن عباس، وعمار بن ياسر، وعبد الله بن سلام، وسلمة بن كهيل، وأنس بن مالك، وعتبة بن حكيم، وعبد الله بن أبي، وعبد الله بن غالب، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبي ذر الغفاري (1).
وبالإضافة إلى الرواة العشرة المذكورين، فقد نقلت كتب الجمهور (أهل السنة) هذه الرواية عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) نفسه (2).
والطريف أن كتاب (غاية المرام) قد نقل 24 حديثا عن طرق أهل السنة و 19 حديثا عن طرق الشيعة (3).
وقد تجاوز عدد الكتب التي أوردت هذه الروايات الثلاثين كتابا، كلها من تأليف علماء أهل السنة، منهم: محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 88، والعلامة القاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير ج 2، ص 50، ومن هذه المصادر المعتمدة أيضا: جامع الأصول ج 9، ص 478، وفي أسباب النزول للواحدي ص 148، وفي لباب النقول للسيوطي ص 90، وفي تذكرة سبط ابن الجوزي ص 18، وفي نور الأبصار للشبلنجي ص 105، وفي تفسير الطبري ص 165، وفي كتاب الكافي الشافي لابن حجر العسقلاني ص 56، وفي مفاتيح الغيب للرازي ج 3، ص 431، وفي تفسير الدر المنثور ج 2، ص 393، وفي كتاب كنز العمال ج 6، ص 391، وفي مسند ابن مردويه ومسند ابن الشيخ، بالإضافة إلى صحيح النسائي، وكتاب الجمع بين الصحاح الستة، وكتب عديدة أخرى نقلت حديث الولاية (4).
اذن كيف يمكن - والحالة هذه - انكار هذه الأحاديث والمصادر التي نقلتها،
في حين أنها اكتفت في مجال أسباب نزول آيات أخرى بحديث واحد أو حديثين؟! لعل التطرف الطائفي هو سبب تجاهل كل هذه الأحاديث والشهادات التي أدلى بها العلماء في مجال سبب نزول هذه الآية.
فلو أمكن التغاضي عن كل الروايات التي وردت في تفسير هذه الآية، وهي روايات كثيرة للزم أن لا نعتمد على أي رواية في تفسير النصوص القرآنية، لأننا قلما نجد أسبابا لنزول آية أو آيات قرآنية جاءت مدعومة بهذا العدد الكبير من الروايات، كما ورد في هذه الآية الكريمة.
إن هذه القضية كانت بدرجة من الوضوح بحيث أن حسان بن ثابت الشاعر المعروف الذي عاصر واصطحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - جاء بمضمون آية الولاية في قالب شعري من نظمه الذي قاله في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول:
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * زكاة فدتك النفس يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرائع وقد وردت هذه الأشعار باختلافات طفيفة في كتب كثيرة، منها كتاب تفسير (روح المعاني) للألوسي، وكتاب (كفاية الطالب) للكنجي الشافعي، وكتب كثيرة أخرى.
3 الرد على اعتراضات ثمانية:
لقد أصرت جماعة من المتطرفين من أهل السنة على تكرار الاعتراضات حول نزول هذه الآية في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكذلك على تفسير (الولاية) الواردة في الآية الكريمة بمعنى الإشراف والتصرف والإمامة، وفيما يلي نعرض أهم هذه الاعتراضات للبحث والنقد، وهي:
1 - قالوا: أن عبارة " الذين " المقترنة بكلمة " آمنوا " الواردة في الآية: لا يمكن أن تطبق على المفرد، وذلك ضمن اعتراضهم على الروايات التي تقول بنزول هذه الآية في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقالوا: أن الآية أشارت بصيغة الجمع قائلة الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فكيف يمكن أن تكون هذه الآية في حق شخص واحد كعلي (عليه السلام)؟
الجواب:
لقد زخرت كتب الأدب العربي بجمل تم التعبير فيها عن المفرد بصيغة الجمع، وقد اشتمل القرآن الكريم على مثل هذه الجمل، كما في آية المباهلة، حيث وردت كلمة " نساءنا " بصيغة الجمع مع أن الروايات التي ذكرت سبب نزول هذه الآية أكدت أن المراد من هذه الكلمة هي فاطمة الزهراء (عليها السلام) وحدها، وكذلك في كلمة (أنفسنا) في نفس الآية وهي صيغة جمع، في حين لم يحضر من الرجال في واقعة المباهلة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير علي (عليه السلام).
وكذلك نقرأ في الآية (172) من سورة آل عمران في واقعة أحد قوله تعالى:
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا....
وقد بينا في الجزء الثالث من تفسيرنا هذا عند تفسير هذه الآية، أن بعض المفسرين ذكروا أنها نزلت بشأن (نعيم بن مسعود) الذي لم يكن إلا واحدا.
ونقرأ في الآية (52) من هذه السورة - أيضا - قوله تعالى: -... يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة... في حين أن هذا الجزء من الآية نزل في شخص واحد، كما جاء في سبب النزول، وهو (عبد الله بن أبي) وقد مضى تفسير ذلك.
وكذلك في الآية الأولى من سورة الممتحنة، والآية الثامنة من سورة (المنافقون) والآيتين (215 و 274) من سورة البقرة، نقرأ فيها كلها عبارات جاءت بصيغة الجمع، بينما الذي ذكر في أسباب نزول هذه الآيات هو أن المراد في كل منها شخص واحد.
والتعبير بصيغة الجمع عن شخص واحد في القرآن الكريم إما أن يكون بسبب أهمية موقع هذا الشخص ولتوضيح دوره الفعال، أو لأجل عرض الحكم القرآني بصيغة كلية عامة حتى إذا كان مصداقه منحصرا في شخص واحد، وقد ورد في كثير من آي القرآن ضمير الجمع للدلالة على الله الواحد الأحد.