روي أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام ) كان جالساً في المسجد إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه، وكان أحدهما من الخوارج، فتوجه الحكم إلى الخارجي فحكم عليه أمير المؤمنين (عليه السلام ), فقال له الخارجي: ... عرض المزيدروي أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام ) كان جالساً في المسجد إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه، وكان أحدهما من الخوارج، فتوجه الحكم إلى الخارجي فحكم عليه أمير المؤمنين (عليه السلام ), فقال له الخارجي: والله ما حكمت بالسوية ولا عدلت في القضية، وما قضيتك عند الله تعالى بمرضية، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام ) وأومأ إليه إخسأ عدو الله! فاستحال كلباً أسود! فقال من حضره: فوالله لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء، وجعل يبصبص لأمير المؤمنين (عليه السلام )، ودمعت عيناه في وجهه، ورأينا أمير المؤمنين (عليه السلام ) وقد رق فلحظ السماء، وحرك شفتيه بكلام، لم نسمعه فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الانسانية، وتراجعت ثيابه من الهواء، حتى سقطت على كتفيه، فرأيناه وقد خرج من المسجد، وإن رجليه لتضطربان, فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام )، فقال لنا: ما لكم تنظرون وتعجبون؟ فقلنا يا أمير المؤمنين: كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت, فقال: أما تعلمون أن آصف بن برخيا، وصي سليمان بن داود (عليه السلام ) قد صنع ما هو قريب من هذا الامر فقص الله جل اسمه قصته حيث يقول: {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} فأيما أكرم على الله نبيكم أم سليمان (عليه السلام )؟ فقالوا: بل نبينا (صلى الله علیه و آله ) أكرم يا أمير المؤمنين قال: فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان وإنما كان عند وصي سليمان (عليه السلام ) من إسم الله الاعظم حرف واحد، فسأل الله جل إسمه فخسف له الارض ما بينه وبين سرير بلقيس فتناوله في أقل من طرف العين، وعندنا من إسم الله الاعظم إثنان وسبعون حرفاً، وحرف عند الله تعالى إستأثر به دون خلقه, فقالوا له يا أمير المؤمنين: فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الانصار في قتال معاوية وغيره، واستنفارك الناس إلى حربه ثانية؟ فقال: {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} إنما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله لثبوت الحجة، وكمال المحنة، ولو أذن لي في إهلاكه لما تأخر، لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء، قالوا فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به (عليه السلام ).
—————
خصائص الأئمة ص46, عنه مدينة المعاجز ج1 ص308, الخرائج والجرائح ج2 ص568, عنه البحار ج41 ص203 مختصراً, ينابيع المعاجز ص33, الصراط المستقيم ج1 ص105 مختصراً, تفسير الثقلين ج4 ص91 مختصراً, الأنوار العلوية ص132 مختصراً.