نقرأ في #دعاء_الندبة الشريف:
(بِنفسي أنتَ مِن مُغيَّبٍ لَم يَخْلُ مِنَّا، بنفسي أنتَ مِن نازحٍ ما نَزَحَ عنَّا، بنفسي أنتَ أُمنيَّةُ شائقٍ يتمنَّى مِن مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ ذَكَرَ فَحَنَّا)
إلى أن يقول ال... عرض المزيدنقرأ في #دعاء_الندبة الشريف:
(بِنفسي أنتَ مِن مُغيَّبٍ لَم يَخْلُ مِنَّا، بنفسي أنتَ مِن نازحٍ ما نَزَحَ عنَّا، بنفسي أنتَ أُمنيَّةُ شائقٍ يتمنَّى مِن مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ ذَكَرَ فَحَنَّا)
إلى أن يقول الدعاء:
(إِلى متى أحارُ فيكَ يا مولايَ وإلى متى وأيَّ خطابٍ أصِفُ فيكَ وأيَّ نجوى).
■ لنتوقّف قليلاً عِند هذه العبارة مِن الدُعاء الشريف:
(بنفسِي أنتَ مِن مُغيَّبٍ لم يَخْلُ مِنَّا)
إنّ الدعاء لم يستعمل كلمة (غائب) وإنّما قال (مُغَيَّب) يعني هناك أسباب هي التي غيَّبتهُ..!
أيضاً ماذا تقول فقرة الدعاء الشريف السابقة .. نحنُ نُخاطب إمام زماننا ونقول:
(مُغيَّبٍ لم يَخْلُ مِنَّا)
● فهل نحنُ صادقون مع إمام زماننا "عليه السلام" حِين نُخاطبه بهذه العبارة..؟!
● هل هذه حقيقة بأنّ #الإمام_الحجّة "صلوات الله عليه" حاضرٌ في نفوسنا وفي قلوبنا وفي وجودنا بحيث أنّ واقعنا الذي نتحسسهُ ونعيشهُ وكأنّ الإمام ليس بعيدٌ عنّا..؟
■ أيضاً في نفس الدُعاء الشريف، نُخاطب إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه" ونقول:
(بنفسي أنتَ مِن نازحٍ ما نزح عنّا)
نازح، يعني: مُهاجر..
فيكون معنى العبارة:
أي أنّت قريبٌ في بُعدك وبعيدٌ في قربك يا مولاي..
■ وأمّا قول الدُعاء الشريف (بنفسي أنتَ أمنيَّةُ شائقٍ يتمنَّى مِن مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ ذكرا فحَنَّا) شائق يعني مشتاق.
بعد هذا البيان المُوجز لمعاني مفردات هذه الفقرات مِن دُعاء النُدبة.. هنا يأتي تساؤل مهمّ يطرح نفسه، وهــو:
◀هل هذه العلاقة الوحدانية الحميمة المُلتهبة التي يتحدّث عنها #الدعاء الشريف.. هل هي فعلاً موجودة في واقعنا؟
هل نحنُ نعيش فعلاً هذه المعاني في غَيبةِ إمام زماننا..؟!
هذهِ العلاقة الوجدانية الحميمة التي تحدّث عنها دُعاء النُدبة هي نفسُها التي أشار إليها #سيّد_الأوصياء في خطبةٍ مُفصّلة في #نهج_البلاغة..
حين يقول "عليه السلام" وهو يتحدّث عن العترة الطاهرة، يقول:
(وَردُوهُم وُرودَ الِهيمِ العُطَاش) أي اقصدوا أهل البيت وحالكم حال الهِيم العُطاش..
الهيم العُطاش هي الإبل العَطْشى التي لم تشربْ الماء لعدّة أيّام..
فهذه الإبل العطشى حين ترى الماء مِن بُعد يُصيبها الجُنون..
فتتدافع ويقع بعضُها على البعض الآخر..
فهنا #أمير_المؤمنين "صلوات الله عليه" يأمرنا أن نقصد #أهل_البيت "عليهم السلام" في كلّ حالٍ مِن أحوالنا ونتوجّه لهم بهذا الحال (وُرودَ الِهيمِ العُطَاش)
فهل هذه المعاني تتجلّى حقيقةً في بيعتنا لإمام زماننا "صلوات الله عليه"؟!
🔴 نحن في واقعنا الشيعي - للأسف الشديد - نجد أنَّ التعامل مَع إمام زماننا، ومَع بقية الأئمة "عليهم السلام" هو على نحوين:
🔶 النحو الأوّل:
إمّا أن نتعامل مع إمام زماننا تعاملاً رمزياً.. يعني أن نتعامل مع الإمام المعصوم على أنّه (رمزٌ عقائدي فقط) فلا يتحقّقُ حينها هذا المعنى الذي يُريده سيّد الأوصياء (وَردُوهُم وُرودَ الهيمِ العُطاش)
يعني لا نقصد أهل البيت "صلوات الله عليهم" في كلّ أحوالنا كما تقصد الإبل الظمّأى الماء بُغية الارتواء.
🔶 أمّا النحو الثاني مِن التعامل:
فهو أن نتعامل مع الأئمة "صلوات الله عليهم" كما نتعامل مع (الصيدلية) مع (المستشفى).. فقط حينما نحتاجهم نذهب إليهم..!!
وهذا واقع .. فالصيدلية لا أحد يُحبّ أن يذهب إليها.. وكذلك المُستشفى، لا أحد يُحب أن يذهب إليه.. وإنّما يقصده القاصد حين الحاجة فقط..
ونحن - للأسف الشديد - نتعامل مع الأئمة في كثير من الأحوال بهذا الّلون مِن التعامل..!
فهل هذا النوعُ من التعامل مع #آل_محمّد .. الموجود في الواقع الشّيعي..
هل يَتوافق مع المعاني التي أشار إليها #إمام_المتقين "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" حينَ قـــال: (ورِدُوهم ورود الهِيم العُطاش)...؟!!
تفكّر ساعة خيرٌ من عبادة سبعين سنة
#يا_صاحب_الزمان