🌸🌼 مَن الذين سينصرون إمام زماننا عند ظُهوره:
❂ يقول الإمام_الصادق "صلواتُ الله عليه":
(لينصُرَنَّ اللهُ هذا الأمْر بمَن لا خَلاقَ لهُ، و لو قَد جاءَ أمْرُنا لقد خَرَجَ منهُ مَن هُو اليوم مُقيمٌ على ... عرض المزيد🌸🌼 مَن الذين سينصرون إمام زماننا عند ظُهوره:
❂ يقول الإمام_الصادق "صلواتُ الله عليه":
(لينصُرَنَّ اللهُ هذا الأمْر بمَن لا خَلاقَ لهُ، و لو قَد جاءَ أمْرُنا لقد خَرَجَ منهُ مَن هُو اليوم مُقيمٌ على عبادة الأوثان)...
[الغَيبة للشيخ النُعماني]
〰〰〰〰〰
[[وقفات توضيحيّة]]
الرواية أعلاه على رغم قِصَرها فهي في غاية الأهميّة..!
✦ قول الإمام "عليه السلام": (لَينصُرنَّ اللهُ هَذا الأمْر)
المُراد مِن "الأمر" في روايات أهل البيت "صلواتُ الله عليهم" هو دينُ أهل البيت و ولايةُ أهل البيت "صلواتُ الله عليهم"..
و أحدُ الشواهد على ذلك أنّ الأئمة "صلواتُ الله عليهم" دائماً يأمروننا و يقولون: (أحيوا أمرنا، رَحِمَ اللهُ مَن أحيا أمرنا)
و المُراد مِن أمرهم هُو دِينهم و عقيدةُ إمامتهم "صلواتُ الله عليهم".
✦ قول الإمام "عليه السلام": أنّ الله سينصرُ هذا الأمر بـ(مَن لا خَلاق لهُ) المُراد مِن النُصْرة هُنا هي النُصرة لِدين أهل البيت و لإمام زماننا عند ظُهوره الشريف؛ لأنَّ دين أهل البيت لَن ينتصِرَ نَصْرَاً حَقيقيَّاً إلّا عند ظُهور إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه".
• و أمّا المُراد مِن قول الإمام (بِمَن لا خَلاق له) فإنّ المعنى الّلغوي لهذه العبارة: أي لا نصيبَ لهُ و لا حظّ له..
و أمّا المَعنى المَقصود هُنا في الرواية، فالمُراد أنَّ الذين سينصرون#الإمام_الحجّة "صلوات الله عليه" عند ظُهورهِ الشريف هُم أناسٌ لا نَصيبَ لهمٌ و لا مكانةَ لهم في نظر الناس.. يعني أُناسٌ لم يَكنْ يُحْسَب لهم حِساب.
و ليس المُراد أنّهم أناسٌ لا قيمةَ لهم و لا دِين لهم.. فهذا أمْرٌ مَرفوضٌ قَطْعاً.. لأنّه مِن الواضح و البديهي أنّ الذين سيُوفّقون لِنُصرة الإمام الحُجّة لابدَّ أن يكونوا مِن أخيار الناس و مِن أصحاب القُلوب الطاهرة النظيفة و أصحاب النوايا النقيّة المُخلصة.. و لكنّ الرواية عبّرتْ و قالتْ أنّ الذين سينصرون الإمام (لا خَلاق لهم) يعني أنّهم غير مَعروفين.. أي ليستْ لَهم مَنزلة اجتماعيّة مُعيّنة، و ليستْ لهم زَعامة دينيّة أو سياسيّة أو زعامة ماليّة.. فهم أُناسٌ غيرُ معروفين في الوسط الاجتماعي.
فلا هُم مِن زُعماء الأحزاب و الفِرَق السياسيّة، و لا هُم مِن أعلام الدين المَعروفين، و لا هُم مِن شُيوخ العشائر و مِن الزعامات الشعبيّة بين الناس.. إنَّما هُم من عامَّة شيعة أهل البيت.
فالناظرُ إليهم يَجِد أنَّهم لا حَظَّ لهم و لا نَصيبَ لهم في هَذهِ الأسماء الَّلامعة في نَظر الناس و في هذا المُجتمع الذي لَهُ خُصوصيّات و مُشخّصات مُعيّنة لتقييم الناس.
و هذا المَعنى واضح في الروايات:
و هو أنّ الكثير مِن الذين لهم و لأسمائهم طَنَّة و رنَّة في زَمان الغَيبة سوف لن يكونوا مِن أنصار الإمام الحجّة عند ظُهوره،
و إنَّما أنصار الإمام الذين سَيُوفّقون لِنُصرتهِ هُم أناسٌ مِن عامّة الشيعة لم تكنْ لهم طَنّةٌ و رنَّة اجتماعيّة أو سياسيّة أو دينيّة في أوساط الناس.
فهم أُناسٌ لا قيمة لهم في نَظَر الناس.. أمّا في نظر الله فهُم أصحابُ الحَظّ العظيم، و لِذلك وُفّقوا لِنُصرة إمام زمانهم.
و قد يستغرب البعض هذا الأمر.. و لكن هذا المعنى لهُ أمثلة في الكتاب الكريم.. على سبيل المِثال:
في سُورة الضُحى، قوله تعالى: {وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}
قَطعاً ليسَ المَقصود أنّ النبيّ "صلّى الله عليه وآله" كان ضَالّاً قبل البعثة ثُمَّ هداهُ الله.. قطعاً لا يمكن أن يكون هذا المعنى، فرسول الله هو عينُ الهدايةِ و معدنها..
و إنّما المُراد كما جاءَ في الروايات الشريفة أنّه كان ضَالاً في نظَرَ الناس.. يعني قومهُ هكذا ينظرون إليه أنّه ضالّ.. فهداهم اللهُ به و هداهم إليه حِين دخل قومه في الإسلام و اعتقدوا بنبوّته...
✸ و قد يأتي سُـؤالٌ هُنا:
و هو أنّه لماذا يُنصر اللهُ الإمام الحجّة بأُناسٍ ليسوا من أهل الزعامات الذين لهم مَنزلة في نَظَر الناس؟!
الجواب واضح:
لأنَّ الذين تَكون لَهم الزعامة (سَواء الزعامة السياسيّة، أو الزعامة الدينيّة، أو الاجتماعية، أو الزعامة الماليّة) و بعبارة أُخرى:
الذين تَكون لَهم شُهْرة، و منازل مَرموقة بين الناس، هؤلاء تكون الكثير مِن مَطامحهم و أهدافهم و نَواياهم مُتعلّقةٌ بشُؤونهم الشخصيّة.. يعني أنّ أكثر سَعيهم يكونُ لتحقيق أهدافهم و أغراضهم الشخصيّة.. و هذا شيء طَبيعي، فهذهِ هي الطبيعةُ البشريّة.. فالإنسان كلّما نالَ حَظَّاً مِن الدُنيا كلّما ازداد تَعلُّقاً بالدُنيا.. هذا قانون الحياة.
• أمَّا أُولئكَ الذين لا يَحملون الأسماء الرنّانة و ليس لهم تلكَ المَنازل السياسيّة و الدينيّة و الاجتماعيّة و الماليّة.. فهؤلاء تكونُ مَطامِحُهم مَحدودة،
هؤلاء هُم الذين يَنجُون مِن فِتَن آخر الزمان.. و الذين تَصِفُهم الروايات بهذا الوصف: (أنّهُ لا ينجو في آخر الزمان إلّا النُوَمَة)
كما في حديث سيّد الأوصياء "صلواتُ الله
الوعي_المهدوي
الثقافة_المهدوية