طواحين 7…
——————-علي غالب الترهوني
... عرض المزيدطواحين 7…
——————-علي غالب الترهوني
بيت البرغوثي يقع في أخر الشارع .قبل المنعطف بقليل ثمة بيت يختلف عن بقية البيوت .في حياتي زرته مرة واحدة يومها كنت طفلا كانت أمي عندهم تركتني ألعب مع الاولاد في بداية الطريق وذهبت اليهم تحمل صرة لا علم لي ما بداخلها لكنها كانت ذخر تحمله النساء خلال زيارات لها مناسبة مهمه .تشاجرت مع أحدهم صفعني وصفعته مرتين .وانسحبت من مسرح اللعب والتحقت بأمي.أذكر أن الباحة كانت كبيرة جدا محشوة بين غرف تفتح في بعضها .الباحة مفتوحة علي السماء..ثمة نساء كثيرات حشرن في الوسط .وفي إحدي الزوايا كانت إمرأة في العقد الرابع من عمرها أردت حولي مطرز بالذهب وخلخال من الماجار الاصفر تلاحقت حلقاته عبر اسراب أحاطت بالعنق تدلت واحدة بعد الأخرى ..إقتربت منها كانت تعد الشاي للاخريات تمد يدها للمنقل وتهز السخان مرة أو مرتين ثم تغمر يدها من جديد في محبس الكؤوس وتحشر إبهامها في كل كأس وتضعه على الصفرة .
حتى الان لم أر أمي كانت محشوة بين النساء اللواتي فاق عددهن أكثر من عشرين أمرآة مبجلة ومبهرجة .ثمة مسحة من الجمال تحيط بوجوههن لكن الكحل في عيونهن اخافني .انتبهت سيدة المهرجان لوجودي إقتربت مني .هيه ياولد شن ادير هنه .ارتبكت تسمرة في مكاني قلت بصوت مرتجف ..ضربني صفعني ولد الكلب ..ضحكت السيدة المبجلة ..من كان هذا الذي ضربك ..قلت ايضا لا أعرفه.ثم استدرت نحو السيدة الاولي .أنا أبحث عن أمي أين أمي .وفجاة ظهرت من بين الزحام كانت نديمة احدي سيدات الحي الشرقي عجوز طاعنة تلوك المضغة دون توقف وتهمس في آذن أمي في غربة عن النساء.
اخبرت أمي عن ذاك الولد .صفعته بكامل قواي ..هكذا قلت وانا الوح بيدي في الهواء.ضحكت مني العجوز وصارت تردد على مسامع الاخريات .هذا الولد نسخة عن جده عبدالرحمن ..
بعد قليل انفض مجلس النساء أمسكت بجلباب أمي خوفا من الاولاد .لا تخف قالت أمي.إذا اعترض طريقنا سوف أضربه بنفسي هيا أسرع أمامي أفتح لنا البيت ..
هذه المرة الأولي وربما كانت الاخيرة التي زرت فيها بيت البرغوثي والد عفاف لكنني لم أر عفاف ذلك اليوم ربما كانت صغيرة بحيث لا يسعني أن أراها عن قرب ..
ها قد خرجنا من البيت وبعد قليل سنصبح ضيوف عند عفاف وأهلها .لا تبتعد عن البيت ولا تلعب مع أولاً مبارك وإياك ان تنزل الترعة .هكذا رفعت سبابتها في وجهي قبل أن نغادر وناخذ طريقنا .لا أدري لماذا لم يعجبني كلامها هذه المرة ربما لانني أصبحت كبيرا مثل هولاء الكبار ..
—————————
علي غالب الترهوني
بقلمي