حبّ الدنيا منشؤه حبّ النفس
يقول السيد الخميني [طاب ثراه]:
بنيّ:... عرض المزيدحبّ الدنيا منشؤه حبّ النفس
يقول السيد الخميني [طاب ثراه]:
بنيّ:
إنّ السبب الرئيس للندم وأساس ومنشأ جميع ألوان الشقاء والعذاب والمهالك ورأس جميع الخطايا والذنوب إنّما هو "حب الدنيا" الناشئ من "حبّ النفس"، بيد أنّه ينبغي القول أنّ عالم الملك ليس مبغوضاً ولا مذموماً في حدّ ذاته، فهو تجلّي الحقّ ومقام ربوبيّته تعالى ومهبط ملائكته ومسجد ومكان تربية الأنبياء والأولياء عليهم السلام ومحراب عبادة الصلحاء، وموطن تجلّي الحقّ على قلوب عاشقي المحبوب الحقيقي. إنّ حبّ "عالم المُلك" والتعلّق به إذا كان ناشئاً عن حبّ الله، باعتباره محلّاً لتجلّيات الحقّ جلّ وعلا، فهو أمر محثوث عليه ويستوجب الكمال، أمّا إذا كان منشؤه حبّ النفس فهو رأس الخطايا جميعاً. إذن فالدنيا المذمومة هي في داخلك أنت، والتعلّق بغير صاحب القلب وحبّه، هو الموجب للسقوط.
وفي الوقت نفسه فإنّ أيّ قلب لا يمكنه - فطرياً - أن يتعلّق بغير صاحب القلب الحقيقي. وجميع المخالفات لأوامر الله وجميع المعاصي والجرائم والجنايات التي يُبتلى بها الإنسان، كلّها من "حبّ النفس" الذي يولّد "حبّ الدنيا" وزخارفها وحبّ المقام والجاه والمال ومختلف الأماني هي التي تجعلنا نميل خطأً