تباينات الرحيل يتفصل إثرها الألم! فما بين تهيئة الذهاب و تحضير النفوس لآنية لحظة الفراق و ما بين رحيل من غير تذكرةٍ و تلويحة وداع، هناك فرقٌ شاسع...و الأقسى وجعًا تلك المواقف التي تحوي في طياتها طفلًا لا يكنه معنى الإنتهاء و الإنتقال الأبدي!فـ أنى يدرك الآلام من باتت مخيلته البريئة تبتنى على تفصيلة التأبيد مع الركن الشديد و السند العتيد الأب!شهيدًا لبى و رقى معالم الشهادة فـإرتقى بـ تحليقة النور.. ترتمي على قبره أنظار المحبين بغية الوصول إلى الوصال و شمّ رائحة الأمان و تجديد العهد بالحب...و حنايا الروح تلتهب، تتشظى بـ حيرة الجواب عند ذلك السؤال بعين أطفال الشهداء : (وين راح بابا؟ )....ماذا تجيب؟! أم كيف تحتوي الفكرة بمنطق الإقناع و تضمين جوهرية الغاية بـ تبيان الحال و براءة المقل تخبرك الصمت و هوان مجابهة السيف على أن تجابه رجاء الجواب بعينيه!... يعتاد شيئًا فـ شيئًا و ما هو إعتياد بحقيقته بقدر ما هو محاولات للتعايش و الإستمرارية لـ تراه بعد حين يجاهر قولًا :(بابا شهيد... بابا إستشهد بالحشد) قصص قصار بمعنى كبير يخبرها الطفل أصدقائه يفاخر بها أقرانه يستشعرها وسامًا..لكن هناك في أزقة الأيام لحاظٌ فيها تستثقل الروح حملها.. كـ معاينة ملامح الأب الحاني في تذكار صورة و إسترجاع ذكريات فاضت بالدفء و الحب.. كيف ستكون الغصة و وحدة قياس الألم توسل اللقاء بـ طيف الحلم..و من عيّن ليرتقي شهيدًا رغم علمه بما سيترك بعده كان حقًا أن تحتفي النفوس بـ أبنائه و إكتناف أحلامهم لتسمو في معالي التحقيق و رسم بسمة الفرح على محياهم و إحتضانهم كي لا يستشعروا مرّ الفراق .رحم الله شهيدنا أبا مصطفى لفقده لوعه لا تفارقنا ما حيينا.
في ألبوم: صور يوميات أبو حيدر الغانمي
القياس:
720 x 443
حجم الملف:
39.76 Kb