RB
في شباط 15, 2021
90 المشاهدات
قصتي المنشورة في مجلة رياض الزهراء العدد (118) عن شهر رجب الأصب❤️متباركين بمولد الامام العاشر❤️
🌹علي بن محمد الهادي النقي🌹
🌷أللهم ارزقنا في الدنيا زيارته
وفي الآخرة شفاعته
ولا تحرمنا رحمته ورأفته
يا أرحم الراحمين🌷
العسكري الأول، عالم آل محمد*
بقلم رجاء محمد بيطار
" طأطأ كل شريفٍ لشرفكم، وبخع كل متكبرٍ لطاعتكم، وخضع كل جبارٍ لفضلكم، وذلّ كل شيء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، ..."
حينما تتلفظ شفاه القلب بهذه الكلمات، من الزيارة الجامعة الكبيرة، المروية على لسان مولانا أبي الحسن الثالث، عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام...
حينما تتألق حنايا الوجدان بتلك الحروف المشعشعة بأنوارهم، تطأطئ الرؤوس ويبخع الكبرياء وتخضع النفوس وتذلّ الجوارح، وكيف لا تفعل وقد" أشرقت الأرض بنور آل محمد "؟!
من كلام المعصوم نبدأ، نتتبع حديثه الذي يلي حديث الباري، ونتعلم كيف نحس ونفكر فيه، ذاك التقي النقي، الطاهر علي، أبا الحسن العسكري وجدّ القائم المهدي!
وما نقول في إمامٍ تحدّر من أصلاب الأئمة وأرحام الصدّيقات، أبوه الإمام "محمد الجواد"، وأمه "سمانة المغربية"، ويكفينا في بيان فضلها شهادته فيها بقوله:"أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة، لا يقربها شيطانٌ مارد، ولا ينالها كيد جبارٍ عنيد، وهي مكلوءة ومحروسة بعين الله التي لا تنام، ولا تختلف عن أمهات الصدّيقين الصالحين."
وكسائر آبائه المعصومين، كان الإمام موفقاً للخير والتقوى مذ ولد في الثاني من رجب في المدينة المنورة عام مئتين واثني عشرة للهجرة، طاهراً مطهّراً مذ فتح عينيه المباركتين على نور الدنيا فشعّ عليهاوفاض علمه وفهمه الملكوتي، حتى كان قيامه بأعباء الإمامة وهو لما يجاوز الثامنة من عمره، إثر استشهاد أبيه بالسم على يد المعتصم العباسي، تلك المصيبة التي انضمت في قلبه اليافع إلى مصائب آبائه، حتى كان أن وصل بطيّ الأرض إلى بغداد ليقوم بتجهيز والده ودفنه، وهو الإمام المفترض الطاعة بعده.
ومضت السنون، ولو لم يرغمه الظالمون على الخروج من مدينة جده، لبقي فيها يعلّم ويقوم، ويشذّب ويهذّب الدين مما لحقه من بدع المنافقين، ... لقد خرج منها خائفاً يترقب، كما خرج قبله أبوه الجواد وجده الرضا.
... ولم يكن كيد الظالمين جديداً، وكما قتل يزيد ريحانة الرسول وسبى ذراريه، فقد حرث المتوكل قبره واضطهد زائريه، وترصد للإمام الهادي وكاد له ببغيه ليرديه!
ولكن "الله متم نوره ولو كره الكافرون"، فإن المتوكل لم يتمكن من إطفاء نور الله رغم أنه حاول جهده، فهو كان تارة يستعرض قوته أمامه، ويأتيه بعسكرٍ جرّار، وإذا بالإمام يسأله:
" وهل أعرض عليك عسكري؟!"
ثم يدعو الله فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون بالسلاح، ... ويغمى على المتوكل من هول ما يراه!
وهو تارة أخرى يسأله في حادثة المرأة التي ادّعت أنها زينب(ع)، فينكرها الإمام، ويقترح أن ينزلوها للسباع، فإن كانت من ولد فاطمة لم يقربوها، فيجد المتوكل الفرصة سانحة ليوقع به، ويطلب منه النزول! فلا يتأخر حتى يفعل، وما إن يجلس بين الأسود حتى تصير إليه وترمي بأنفسها بين يديه، فيمسح على رؤوسها، ... ويبهت الذي كفر!
وكذا كانت كل حفرة تُحفر للإمام تكون فخاً لشانئيه، بل وقبراً لهم.
ولكن ذلك لم يمنعهم أن يلزموه بالإقامة الجبرية في ناحية عسكر بسامراء، علّهم يدفنون بذلك ذكره، فما زادوه إلا علواً وانتشارا، وغدت من بعده نسبة له ومزارا.
فلما أعياهم أمره، كان لا بد لهم ليستكملوا سبيلهم إلى قعر جهنم، من أن يدسوا له السم كما دسوه لآبائه، وكانت شهادته صلوات الله عليه، على يد " المعتز" بالإثم والعدوان، في الثالث من رجب ، سنة مئتين وأربعة وخمسين للهجرة، تاركاً خلفه القلوب المنفطرة لرحيله، ملتحقاً بآبائه الطاهرين، الذين جعلهم المولى هم "الصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء"، فصلى عليهم وسلم تسليما.
• المصادر: منتهى الآمال، للشيخ عباس القمي
• الزيارة الجامعة الكبيرة، مفاتيح الجنان
القياس: 449 x 615
حجم الملف: 40.69 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.