محسن عبدالله
في أيلول 24, 2021
78 المشاهدات
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.
::::::::::::::::::::::::
أيام الله ..
هي أيام تحدث فيها احداث كبرى تغير مسار التاريخ .
فاليوم الذي أغرق الله تعالى فيه فرعون وجنوده أدى إلى تغير مسار التاريخ .. فأورث الله المستضعفين دار الظالمين .
أن الزيارات المليونية المعروفة عند شيعة أهل البيت عليهم السلام هي مصداق لأيام الله .
١- زيارة يوم بعثت رسول الله صلى الله عليه وآله في ٢٧ رجب .
٢- زيارة أمير المؤمنين يوم الغدير .
٣- زيارة وفاة رسول الله في ٢٨ صفر .
٤- زيارة وفاة أمير المؤمنين في ٢١ رمضان .
٥- زيارة عاشوراء .
٦- زيارة الأربعين .
٧- زيارة ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه في ١٥ شعبان .
يلاحظ أن في كل يوم من هذه الأيام قد حدث حدثا كبيرا غير مسار التاريخ .
وسوف نشرح العلاقة بين هذه الأيام من خلال هذا المقطع من الآية الثالثة من سورة المائدة التي نزلت في يوم الغدير .
( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ) .
١- في يوم البعثة بدأ الامل يدب في نفوس المؤمنين وبدأ اليأس يتسرب إلى نفوس الكافرين .
٢- في يوم الغدير وصل الامل في نفوس المؤمنين إلى القمة ووصل اليأس في نفوس الكافرين إلى القمة .
٤- سبب الانتصار هو خشية المؤمنين من الله تعالى ( فلا تخشوهم وأخشوني ) وإن الدين هو نعمة كما وصفه المقطع الشريف ( واتممت عليكم نعمتي ) .
ولهذا فهو يخضع لقانون النعمة في مسألة الشكر والكفر . ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ابراهيم٧
٥- كما هو واضح أن الأمة لم تخش الله تعالى ولم تشكر النعمة بل كفرت بها في يوم السقيفة ( ٢٧ صفر ) . وتخلت عن أمامها واتبعت من تعلق بالدنيا . ولهذا فقد بدأ اليأس يتسرب إلى نفوس المؤمنين وبدأ الامل يدب في نفوس الكافرين .
٥- وكان نتيجة ذلك أن تسلط اعداء الأمة ( بنو أمية) على مقدراتها في يوم ٢١ رمضان عندما قتل امير المؤمنين فوصل اليأس في نفوس المؤمنين. إلى القمة ( تهدمت والله أركان الهدى ) .. ووصل الامل في نفوس الكافرين إلى القمة .
٦- الامام الحسين عليه السلام وجدت نفسه أمام هذه المعادلة .
أمة مهزومة ..وفاقدة للأمل وفاقدة للارادة . فكان عليه أن يستوعب الصدمة التي أفقدت الأمة الامل والإرادة وأن يعيد بث الامل في نفوس المؤمنين من جديد وأن يؤسس لكتلة صالحة من المؤمنين تعمل على إيصال هذا الأمل من جديد إلى القمة من خلال حفيده الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه .
وعلى هذا يمكننا أن نعتبر يوم عاشوراء هو يوم امل وهو يوازي يوم بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله .
ولذا قيل ( الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) .
٧- أن يوم ١٥ شعبان هو يحمل رمزية يوم الظهور المقدس .. فإن ولادة الامام الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا قد تحققت وأصبح هناك في هذا العالم انسان يعيش بين الناس وهو الذي سيتولى هذه المهمة التي تتلخص في تحقيق اهداف ثورة الامام الحسين عليه السلام في إعادة الامل في النفوس إلى القمة وان يتحقق حكم الله في الأرض وهذا هو المفهوم الإيجابي للثأر الذي وردة في دعاء الندبة :-
( أين الطالب بدم المقتول بكربلاء ) .
س / ماهو موقع زيارة الأربعين في هذه العملية ؟
زيارة الأربعين تشكل الرابط بين يوم عاشوراء وبين يوم الظهور المقدس . وهي التي تؤشر تصاعد الامل في نفوس المؤمنين .
ويمكن القول إن عملية نصب الجسر الذي يعبر عليه المؤمنون من عاشوراء الحسين إلى يوم الظهور هذه العملية قد اسس مسارها رحلة السبي التي تعرضت لها عائلة الامام الحسين بقيادة ولده السجاد واخته العقيلة عليهما السلام ..وهي مستمرة إلى يوم الظهور .
وان كل زيارة أربعين تشكل بناء دعامة من دعامات هذا الجسر .. وفيها استعراض لقدرات المؤمنين أمام الجمع الكافر وهي ترسم مسار تصاعد الامل الذي سيصل إلى القمة من جديد .
غير أن الأمة في هذه المرة سوف تشكر نعمة الدين ..ولن تتخلى عن أمامها كما حدث في يوم السقيفة .
اللهم عجل لوليك الفرج .
واجعلنا ممن ينصره ويعينة واكتب لنا أن نكون من الشهداء في هذا الطريق الطويل . انك على كل شيء قدير .وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
المصادر
- كتاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( أئمة أهل البيت ودورهم في الحياة الإسلامية ) .
- محاضرة لسماحة الشيخ مازن الكربلائي عافاه الله بعنوان ( الهزيمة النفسية ).
- خطبة السـيـد الخـامـنـئي في يوم الثـأر لشــهــداء قــادة النـصـر .
القياس: 2953 x 886
حجم الملف: 71.88 Kb
أعجبني (2)
جارٍ التحميل...
2