yakdhom
في كانون الثاني 22, 2023
23 المشاهدات
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ -أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ: «اَلْكُفْرُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، وَ اَلْجُحُودُ عَلَى وَجْهَيْنِ، وَ اَلْكُفْرُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ، وَ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ كُفْرُ اَلنِّعَمِ. فَأَمَّا كُفْرُ اَلْجُحُودِ، فَهُوَ اَلْجُحُودُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: لاَ رَبَّ وَ لاَ جَنَّةَ وَ لاَ نَارَ، وَ هُوَ قَوْلُ صِنْفَيْنِ مِنَ اَلزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُمُ: اَلدَّهْرِيَّةُ ، وَ هُمُ اَلَّذِينَ يَقُولُونَ: وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ اَلدَّهْرُ  وَ هُوَ دِينٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِالاِسْتِحْسَانِ عَلَى غَيْرِ تَثَبُّتٍ مِنْهُمْ، وَ لاَ تَحْقِيقٍ لِشَيْءٍ مِمَّا يَقُولُونَ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ  إِنَّ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ، وَ قَالَ: إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ  يَعْنِي بِتَوْحِيدِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ اَلْكُفْرِ. وَ أَمَّا اَلْوَجْهُ اَلْآخَرُ مِنَ اَلْجُحُودِ عَلَى مَعْرِفَةٍ ، وَ هُوَ أَنْ يَجْحَدَ اَلْجَاحِدُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ، قَدِ اِسْتَقَرَّ عِنْدَهُ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا  وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ  فَهَذَا تَفْسِيرُ وَجْهَيِ اَلْجُحُودِ. وَ اَلْوَجْهُ اَلثَّالِثُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلنِّعَمِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَحْكِي قَوْلَ سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ): هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمٰا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ  ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ  وَ قَالَ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اُشْكُرُوا لِي وَ لاٰ تَكْفُرُونِ  . وَ اَلْوَجْهُ اَلرَّابِعُ مِنَ اَلْكُفْرِ تَرْكُ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَكُمْ لاٰ تَسْفِكُونَ دِمٰاءَكُمْ وَ لاٰ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ `ثُمَّ أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيٰارِهِمْ تَظٰاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَ اَلْعُدْوٰانِ وَ إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسٰارىٰ تُفٰادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرٰاجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ اَلْكِتٰابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ  فَكَفَّرَهُمْ بِتَرْكِ مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ نَسَبَهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَ لَمْ يَقْبَلْهُ مِنْهُمْ، وَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ عِنْدَهُ، فَقَالَ: فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلاّٰ خِزْيٌ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يُرَدُّونَ إِلىٰ أَشَدِّ اَلْعَذٰابِ وَ مَا اَللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ  . وَ اَلْوَجْهُ اَلْخَامِسُ مِنَ اَلْكُفْرِ كُفْرُ اَلْبَرَاءَةِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَحْكِي قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : كَفَرْنٰا بِكُمْ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدٰاوَةُ وَ اَلْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ  يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ، وَ قَالَ يَذْكُرُ إِبْلِيسَ وَ تَبَرُّءَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنَ اَلْإِنْسِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ  وَ قَالَ: إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ أَوْثٰاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً  يَعْنِي يَتَبَرَّأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ».
البرهان في تفسير القرآن , جلد ۱ , صفحه۱۳۱
في ألبوم: صور يوميات yakdhom
القياس: 791 x 512
حجم الملف: 76.47 Kb
أعجبني (4)
جارٍ التحميل...
4