♦️دخل أبو العتاهية على الخليفة هارون الرشيد حين بنى قصره، وزخرف في مجلسه، واجتمع إليه خواصه،
فقال له هارون: صف لنا ما نحن فيه من الدنيا
🔻فقال ابو العتاهية... عرض المزيد♦️دخل أبو العتاهية على الخليفة هارون الرشيد حين بنى قصره، وزخرف في مجلسه، واجتمع إليه خواصه،
فقال له هارون: صف لنا ما نحن فيه من الدنيا
🔻فقال ابو العتاهية
عش ما بدا لك آمناً
في ظلّ شاهقة القصور
🔹فقال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟ فقال:
يسعى إليك بما اشتهيت
لدى الرواح وفي البكور
🔹فقال: ثم ماذا؟ فقال:
فإذا النفوس تقعقعت
في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
ما كنت إلاّ في غرور
🔹فبكى الرشيد بكاء شديداً حتى رُحِم، فقال له الفضل بن يحيى: بعث إليك امير المؤمنين لتسره فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى .
♦️من هو أبو العتاهية:
أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بي سويد العيني، ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد، كان في بدء أمره يبيع الجِرَار، ثم اتصل بالخلفاء - خاصة الرشيد ،وعلت مكانته، لكنه زهد في الدنيا، وابتعد عن منادمة الرشيد، وكان قبل ذلك لا يفارقه. وكتب شعراً رقيقاً في ندمه على ما فرط من أمره قال
إلهي! لا تعذبني، فإني
مقرّ بالذي قد كان مني!
فما لي حيلة، إلا رجائي
لعفوك، إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا
وأنت علي ذو فضل ومن
إذا فكرت في ندمي عليها
عضضت أناملي وقرعت سني
أجنّ بزهرة الدنيا جنونا
وأقطع طول عمري بالتمني
ولو أني صدقت الزهد عنها
قلبت لأهلها ظهر المجن
يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الخلق إن لم تعفوعنى
🔹عرف شعر ابو العتاهيه بالزهد وكره الدنيا وملذاتها فى هذة الابيات
يبين حزنه وخوفه من الذنوب والمعاصى فيقول
بكَتْ عَيني على ذَنْبي،
وما لاقَيْتُ مِنْ كَرْبي
فَيا ذُلّي، ويا خَجَلي،
إذا ما قالَ لي رَبّي
أمَا استَحيَيتَ تَعصِيني،
ولا تَخشَى مِنَ العَتْبِ
وتُخفي الذّنبَ من خَلقي،
وتأبَى في الهَوَى قُرْبي
فَتُبْ مِمّا جَنيْتَ عسَى
تَعُودُ إلى رِضَى الرّبّ
وفى النهايه اليكم هذه الابيات المؤثره التى تحرك المشاعر
🔻 وتزهد فى الدنيا
إنّ الحَوادِثَ، لا مَحالَةَ، آتِيَهْ
مِنْ بَينِ رائحَةٍ تَمُرّ، وغادِيَهْ
وَلَرُبّما اعْتُبِطَ السّليمُ فُجاءَةً،
وَلَرُبّما رُزِقَ السّليمُ بعافِيَهْ
أللهُ يَعْلَمُ ما تُجِنّ قُلُوبُنَا،
وَاللهُ لا تُخفَى عَلَيهِ خافِيَهْ
أينَ الأُلى كَنَزُوا الكُنوزَ وَأمّلُوا،
أينَ القُرُونُ بَنو القُرونِ الخاليَهْ؟
دَرَجوا فأصْبحتِ المَنازِلُ منهُمُ
قَفْراً، وَأصْبحتِ المَدائنُ خاليَه
عَجَباً لمَنْ يَنسَى المَقَابِرِ وَالبِلى،
سُبحانَ مَن يُحيي العظامَ الباليَه .