===============
البيوتات والعفوية
سيد عباس الاعرجي ...... عرض المزيد===============
البيوتات والعفوية
سيد عباس الاعرجي ...
هكذا بدأت حياتنا ، هروب من بطش النظام وقسوته - ثم الاستقرار في أرض المهجر - إلى استحواذ البيوتات وعفوية المجاهد .
احبتي الكرام
دفن النعامة رأسها في الرمال ، لا يعني انها غير مكشوفة للآخرين ، فنحن الان بأمس الحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ ونقد الذات وتشخيص السلبيات ،
لأن نقد الذات موقف إيجابي نكتشف عن طريقه مواطن الضعف والقوة بشكل موضوعي ويقودنا إلى معرفة وتشخيص السلبيات لمعالجتها ، والى تحديد أهدافنا بناءا على تفكير وتخطيط استراتيجي ، يتبعها إدارة استراتيجية ، وقدرة فائقة على الثقة بالنفس وإدارة الأزمات ومواجهتها والوصول إلى الأهداف رغم العقبات والتحديات .
اي بمعنى أن النقد يأتي لتاشير السلبيات وتعزيز الإيجابيات ، انها عملية تقوييم وتقييم ، للوصول بالنتائج لأفضل ما يكون ، من خلال الاستفادة من الخبرات وتراكمها على ضوء الثوابت الرئيسية والمتغيرات الثانوية .
والشخص او الجهة التي لاتعي ولا تدرك ماهية النقد وغير مؤهلة ، فعليها التخلي او الابتعاد وفسح المجال للأشخاص الأكثر كفاءة والافضل دراية .
وما بقاء الدول وتقدمها ، إلا من خلال تفعيل منظومة المكون الثلاثي - النقد والتشخيص والمعالجة - ، أما الإعراض عن هذا ، والاكتفاء بما انتجه الاباء ، فنتيجته معلومة وهي القبول بالجلوس تحت أقدام الاسياد .
وأخطر ما ينتجه هذا الإعراض ، هو ظهور زعامة البيوتات وتكريس الدكتاتورية .
إذ يقول روسو ( لان النظام الدكتاتوري لا يفكر فيه إلا واحد فقط ، والآخرون لا يحق لهم التفكير ، وحينئذ يتحول المجتمع بأسره إلى جسد واحد لمخ واحد ) .
فيصبح هذا القائد فوق النقاش وفوق الملاحظات ، ويتحول الى مقدس وهمي ، حتى ليتخيل اليك انك تقف في ساحة الكمال المطلق الذي لا يقترب اليه النقص البتة .
أما إذا انطلقت حرية القلم والتفكير فستكون العقول بعدد الأجساد ، لكل جسد عقل ، وتتكثر الشخصيات بتكثر الأفراد ، وفي خضم هذا التصادم الفكري وتلاقح الآراء تنبثق الثقافة وتوجد الحضارة .
ناهيك عن أن غياب الحرية يشوش حتى على العقيدة ، فالاسلام لا ينمو ولا يزدهر إلا في جو الحرية .
فما هذا الخذلان الذي نراه والقادم أسوأ بالطبع ، ما جاء إلا نتيجة ، عفوية المجاهد التي سمحت بزعامة البيوتات وقبلت بنظرية الدكتاتور .