لماذا أنسحبت أمريكا من أفغانستان
سوف اختصر لكم زبدة الكلام واعطيكم رؤية وقراءه خاصة في السياسة الدولية، وتغيراتها، واهدافها، والى اين تسير الولايات المتحدة بسياساتها في أفغانستان ؟
كثيرة هي التحليل... عرض المزيدلماذا أنسحبت أمريكا من أفغانستان
سوف اختصر لكم زبدة الكلام واعطيكم رؤية وقراءه خاصة في السياسة الدولية، وتغيراتها، واهدافها، والى اين تسير الولايات المتحدة بسياساتها في أفغانستان ؟
كثيرة هي التحليلات السياسية التي تزاحمت بعد قرار الولايات المتحدة الإمريكية بالأنسحاب من أفغانستان ، بعد أحتلال دام أكثر من عشرين عاماً ذاق خلالها الشعب الأفغاني صنوف العذاب والتشرد مابين متعاون مع المحتل الأمريكي و بين منخرط في صفوف طالبان ، التي تشكلت عقب الغزو السوفيتي لأفغانستان ، وبين من فضل البقاء على الحياد .
كثير من المحللين ذهبو الى أن الإنسحاب جاء بعد أن لم يجد الجيش الإمريكي ضالته بعد هذه السنوات العشرين ، ولم يحقق ما جاء من أجله لذا آثر الإنسحاب من أفغانستان ، مكتفياً بصناعة جيش أفغاني قادر على مواجهة حركة طالبان بعد عشرين عاماً من التدريب ، والذي ترك أسلحتهِ وهرب بعد أقلاع أول طائرة تحمل طلائع الجيش الإمريكي المنسحب !
يتوهم كثيراً ممن يعتقد أن الجيش الإمريكي لم يكمل مهمته في أفغانستان، كما اخبرتكم سابقاً بأنها مؤامرة ما يحصل هو تسليم السلطة في أفغانستان لهذه الحركة الإرهابية التي لا تحمل سوى الأسم فقط من كلمة طالبان التي تعني طالب العلم . فلا علم لهؤلاء سوى التكفير والتخريب والفهم الخاطيء للأسلام .
اليوم أنهت الولايات المتحدة حقبة من الزمن بعد أن أرست دعائم هذه الحركة الإرهابية ، ورسمت خارطة طريق واضحة لها بقيادة البلاد نحو معركة ( خشنة ) جداً مع الصين وأيران . المعركة أقتصادية بحته . لأن المشروع الأمريكي يقوم على مقاطعة طريق التجارة الدولي الذي يمر من خلال أيران ذهاباً الى أوربا .
المعروف عن الولايات المتحدة ، أنها تستأجر من يحارب عنها بالنيابه ، والآن أكملت خطتها بأنشاء غده ضخمة في أفغانستان لعرقلة طريق التجارة المار في أفغانستان صوب أيران والوصول الى الخليج الذي يربط آسيا بأوربا .
تشترك أفغانستان بحدود صغيره مع الصين في مقاطعة ( شينجيانغ) التي يقطنها أغلبية مسلمة تطلق على نفسها مسلمي الإيغور . ومن الممكن أن تتعاون طالبان مع هؤلاء الإيغوريين بأحداث شغب صيني داخل تلك الجمهورية المترامية الإطراف التي لا مزاج لها للعبث الداخلي ، كونها منشغله بحرب أقتصادية ضروس ، من أجل التربع على قمة الهرم الإقتصادي العالمي .
خير من يمثل هذه ( الجلطة الأقتصادية ) لأجهاض الأتفاقية الصينية الإيرانية هي حركة طالبان التي سال لعابها للصفقة الإمريكية التي لا تقيم للوطن الأفغاني والمواطنة وزنا . لقد ألتقت المصالح الإمريكية والطالبانية بأيجاد عدو مشترك لها في آن واحد . الصين ذات النفوذ الإقتصادي ، وأيران ( الشيعية ) ، التي تصنفها حركة طالبان بالدولة الكافرة .
أذن الإجندة الإمريكية أكتملت ، والصفقة بانت ملامحها بوضوح ، القادم هو الحراك الأفغاني بأتجاه الحدود الإيرانية من جهة ، والحدود الصينية من جهة أخرى . على مستوى شخصي ، نحن لا نستبعد دخول عسكري صيني الى كابول ، لحماية المصالح الصينية ، في حال تم قطع الشريان الحيوي للأقتصاد الصيني.
هذا لا يعني سكوت طهران عن حقها ببناء أقتصادها ، علماً أن الجانب الإيراني يعي تماماً خيوط المؤامرة الإمريكية التي تحاول أستنزاف الجهد الإقتصادي الإيراني الذي تعافى كثيراً في ظل الحصار الغربي على طهران ، وتداعياته الضخمة .
المطلوب هو أرباك شرق آسيا وبلدانها ، من أجل أن تعمل دويلة ( الكيان الغاصب ) على سيناريو التطبيع مع البلدان العربية ، بعيداً عن تلك الضوضاء المقلقة في آسيا لضمان الإمن القومي الصهيوني في المنطقة العربية.