مقتدى يضع قدمه في مستنقع التطبيع فكيف الرد؟
صائب خليل
تجرؤ مقتدى على وصف القضية الفلسطينية وصراع المسلمين والعرب بوجه عدوان شامل وصريح ومستمر، يستهدف كرامتهم وارضهم وحياتهم، وبشكل خاص العراقيين الذين ... عرض المزيدمقتدى يضع قدمه في مستنقع التطبيع فكيف الرد؟
صائب خليل
تجرؤ مقتدى على وصف القضية الفلسطينية وصراع المسلمين والعرب بوجه عدوان شامل وصريح ومستمر، يستهدف كرامتهم وارضهم وحياتهم، وبشكل خاص العراقيين الذين تعلن اسريل هدفها احتلال وضم كل أراضيه غرب الفرات، على وصف ذلك كله بأنه "صراع سوري اسريلي" يجب ابعاد العراق عنه، خطوة هائلة نحو تقبل اتباعه للتطبيع، وتزيد جرأة الآخرين على خطوات مماثلة، حيث تبني الواحدة على الاخرى تدريجيا، فيجري الأمر نحو هدفهم دون صدمة كبرى قد تهدد بصحوة وبرد فعل شعبي معاكس.
.
من أجل ذلك، خلط مقتدى عبارته المخزية بخليط من الكلمات العشوائية غير المترابطة، وضع بيها عبارة "لا تطبيع"، وكأنه يحاول بذلك تخفيف الصدمة والطعم المر لعبارته تلك، واضاعة القارئ ومنح اتباعه الفرصة لوضع دفاع ما إن تم احراجهم، والاحتفاظ بخط رجعة مع من قد تثيره تلك العبارة من هؤلاء الاتباع، لدفعه الى التردد بالخروج عن طاعته وانتظار القادم للتوضيح ومنحه المزيد من الوقت. ورغم ان اتباع مقتدى ينظرون الى وضعه تلك العبارة وبعض من امثالها في التغريدة، نظر ارتياح وشكر لتقليل احراجهم، لكنهم في الحقيقة يجب ان يشعروا انها إهانة لهم وخدعة، لا يمكن ان تنطلي إلا على محبيه المستعدين لتصديق مثل هذه الخزعبلات التي لا محل لها من الاعراب في التغريدة.
.
إن تغريدة مقتدى مليئة بما ينفر منه العقلاء ويتجنبه الكرماء. وله من الوقاحة ان يحاول اقناعنا أن المقاومة (التي يسميها بالاسم الذي اختاره لها الاحتلال: الميليشيات) التي تضرب المحتل، إنما تساعد على بقاء قوات الاحتلال، وأنهم يفعلون ذلك عمدا لأجل إبقاء الاحتلال لأنه ضروري لبقاء الميليشيات! فهل كنتم أيضا تضربون الاحتلال من اجل ان يبقى وتبقون يا مقتدى؟ أو ليس مهينا للعقل أن يدعي مقتدى ان قوات الاحتلال تعمل على الخروج بنفسها، بالضبط كما يروج عميلها الكاظمي، وان الضربات تؤخر خروجها، في الوقت الذي يصرح فيه الجنرال مكنزي قبل بضعة أيام ان لا خطة أمريكية للخروج من العراق، وتجري الخطوات لدخول آلاف إضافية من قوات الناتو الى البلد؟
.
ولو فرضنا الفرض المجنون الذي يريدنا مقتدى ان نقتنع به، وان ضرب "الميليشيات" لقوات الاحتلال يهدف لإبقائها، فلماذا لا تخرج هذه القوات لكي تحل "الميليشيات" نفسها، وما هي خطوات مقتدى "السلمية والدبلوماسية" التي اتخذها للدفع بالقوات الى الخروج ليخلص العراق من الاحتلال ومن الميليشيات معاً، وهو الذي يدعي الوقوف ضدهما معا؟
وجدير بالذكر ان هذا المنطق المراوغ، القائل بأن ضرب قوات الاحتلال يطيل بقاءها، هو نفس المنطق الذي يستعمله وزير خارجية الكاظمي، الكردي المعروف بانبطاحه التام للاحتلال واصراره على بقاءه، وهو ايضاً نفس المنطق الذي استعمله عملاء الاحتلال قبل أكثر من عشر سنين ضد مقتدى نفسه وتياره حين كان هؤلاء يضربون الاحتلال من اجل إخراجه!
لكن مقتدى الذي يقول اليوم ان ضرب الاحتلال يطيل بقاءه، لا يستحي في نفس الوقت ان يباهي انه هو من ضرب قوات الاحتلال قبل 15 عاماً وان الفضل في إخراجها من العراق يعود إلى ذلك الضرب والكثير من التضحيات الصدرية! فكيف يباهي الصدر بما يقول انه خطأ وعمل مشبوه ويدعو إلى ضده في نفس الوقت؟ إن لم تستح فافعل ما شئت، وفي رواية اخرى: إن كان اتباعك بلا رؤوس فافعل ما شئت!
.
إن مقتدى، البريء منه كل رجال ونساء آل الصدر الأبرار كما تثبت كل التسجيلات والوثائق الباقية عنهم، سيكون رأس حربة في مثل هذه الخطوات بما يتمتع به من حماية قطيع مقسم ألا يفكر ولا يقرأ ولا يسمع إلا ما يريده مقتدى ومن يسيّر مقتدى ان يفعل. وسيستخدم لكسر الحواجز النفسية والاخلاقية والواقعية التي تحمي العراقيين من خطر التطبيع، خاصة بغياب القيادة السياسية الواضحة المضادة للمشروع، وباختراق امريكي غير معروف الحدود للمؤسسات العراقية السياسية والامنية والعسكرية والمدنية وحتى الدينية.
.
إضافة الى كل تلك الاخطار، فأن احتمال اغتيال الاحتلال لمقتدى، خطر يخيم على العراق بشكل مستمر. فإذا وجد الاحتلال انه يستفيد من اغتياله أكثر مما يستفيد من حياته، وتمكن من إيجاد طريقة لاغتياله دون ان يتحمل مسؤوليته (وهو ليس صعب على الإطلاق)، وتحويله الى "شهيد" يتهم به جهة معادية للاحتلال، فلن يتردد بذلك. والسؤال الذي يجب على مقتدى (واية شخصية معروفة) ان يضعه امامه دائما: متى يكون تحويلي الى "شهيد" ممكناً، وقتلي أكثر فائدة للقوة المتسلطة؟ والجواب على ذلك يبدأ من خلال قدرة الاحتلال على توجيه الاتهام للجهة التي يريد الاحتلال اتهامها، وبمصداقية كافية. وبما ان الجهات التي يريد الاحتلال اتهامها هي التي تريد خروج قواته وتعارض التطبيع، فأن أي موقف صريح مع بقاء القوات ومع التطبيع، سوف يهيئ الجو لاتهام أعداء الاحتلال باغتياله، بدعوى مواقفه المعارضة لهم. ويبدو لي ان مقتدى قد سار خطوة كبيرة في هذا الاتجاه بتغريدته الأخيرة.
.
ورغم ان موقف مقتدى ليس مناقضا لمواقفه السياسية الحقيقية الأخرى منذ عشر سنين، إلا ان هذه الصلافة مؤشر خطير أن خندق التطبيع أصبح يستشعر بالأمان اللازم لدفع عملائه إلى هذا الحد من الوضوح في موقفهم. ومن المحتمل انه استعجل دفعه الى هذا الموقف لموازنة الانتصار النفسي الكبير الذي حققه "الصاروخ المنزلق" في نفوس كل المسلمين والعرب، وما يبدو من نتائجه من حراك قوي وخطير في الارض المحتلة.
.
وصدمة مقتدى تتطلب رداً يتناسب مع حجمها من قبل مثقفي العراق والشرفاء من الساسة والقادة. لكن المشكلة في هذا الرد أنه من ناحية يجب ان يستهدف الجماهير الكبيرة المغيبة التي تتبعه بشكل مطلق تقريبا، ويسعى لإيضاح الحقيقة لها قدر الإمكان. وفي نفس الوقت يجب عدم الانجرار الى مناقشة الدعوة التي أطلقها مقتدى للنأي بالنفس عن الصراع مع اسريل، واعتبارها "رأياً" قابلا للمناقشة والدحض، والسقوط في فخ "تحويل الخيانة الى وجهة نظر"، بل يجب معاملتها كإهانة وضيعة من خائن يكشف نفسه، ولا تستحق غير رد اشبه بالصفع والتوبيخ والازدراء. هذا التناقض صعب الحل عمليا بالتأكيد.
.
ومن الجدير بالملاحظة أخيرا أن هذا التصعيد في الخطاب الاستسلامي التطبيعي لمقتدى، يأتي في سياق حملة إعلامية مشبوهة يشارك بها كل مجندي واحباب المعسكر الامريكي الاسريلي في العراق، بالمناداة والدعوة لاحتضان ما اسموه "قوى الدولة"، والداعية تحديدا للابتعاد عن المقاومة بحجج سخيفة تحملها مسؤولية الفوضى في العراق وتغري العراقيين بحياة هانئة بدونها، وهو نفس الخطاب بالضبط الذي يستخدمه مقتدى في تغريدته، ومثل أية حملة تطبيع تدعو للاستسلام والتسليم، في التاريخ.
الكلمة معلومة وتحشيد – الحقائق الظالمة (1)
صائب خليل
للكلمة بعدان، أو خاصيتان: البعد المعلوماتي والبعد التحشيدي.
البعد المعلوماتي هو بعد حيادي يقدم لك معلومة أما تكون حقيقة أو مزيفة، أما البعد التحشي... عرض المزيدالكلمة معلومة وتحشيد – الحقائق الظالمة (1)
صائب خليل
للكلمة بعدان، أو خاصيتان: البعد المعلوماتي والبعد التحشيدي.
البعد المعلوماتي هو بعد حيادي يقدم لك معلومة أما تكون حقيقة أو مزيفة، أما البعد التحشيدي فهو التوظيف السياسي للكلمة، فيمكن لمعلومتين متشابهتين وحقيقيتين، أن توظفا لتحفيز وتحشيد المستمعين باتجاهين مختلفين.
.
لنأخذ موضوع داعش. القول ان "كل الدواعش سنة" هو حقيقة، وكذلك القول: "حديثة حاربت داعش وقدمت الكثير من الشهداء"، هو حقيقة أيضا. أي ان العبارتين متشابهتان في بعدهما المعلوماتي، كونهما حقيقتين. أما في التوظيف كمحفز للمستمع، فهما متناقضتان تماما. الأولى تحشد الآخرين ضد السنة، وتوحي لمستمعها ان التخلص من السنة هو الطريق للتخلص من داعش، فتؤكد طائفية المعركة. والثانية على العكس، تحشد الجميع، سنة وشيعة، في جبهة واحدة ضحية لداعش، وتدعو للتفكير في البحث عن أساس آخر لتقسيم ساحة المعركة مع داعش غير الحدود الطائفية.
.
يحرص من يريد إقناع مستمعيه أن تكون كلماته صحيحة معلوماتيا، فيتجنب قدر الإمكان، الكذب والتزييف لأن هذا يهدد مصداقيته في حال اكتشافه، وفشله بتحشيد قرائه خلف الموقف الذي يسعى لترويجه. لذلك هو يحاول قدر الإمكان ان يكتفي باختيار "الحقائق" المناسبة لما يريده، وسيشعر إنه في مأمن حتى لو كان إنتقائياً بشكل واضح، فما يقوله يبقى حقيقياً بإمكانه الدفاع عنه ولا توجد إمكانية للومه وتسفيه موقفه. فمهما كان الاتجاه الذي تحشد له تلك الكلمة مرفوضا، يستطيع مروجها أن يدعي أنه انما يفعل ذلك من أجل "الحقيقة" وحدها، وحب الحقيقة وحدها. والحقيقة ان هناك كلمة محددة بالإنكليزية لاستعمال الحقائق من اجل الخداع هي: paltering
.
مثلاً، لا تستطيع ان تلوم من يقول "كل الدواعش سنة"، لأنها حقيقة، حتى لو كنت واثقاً من إن توظيفه السياسي لها غير سليم. فهو قد اختار من بين الحقائق، تلك التي تؤكد طائفية المعركة، وقد لا تكون المعركة طائفية في حقيقتها العملية، أو ان الطائفية فيها طابع عرضي فرضته طبيعة مشروع التقسيم المراد للمنطقة، وأن للمعركة أبعاد أكبر أهمية منه. في هذه الحالة يكون رفع الصوت بهذه "الحقيقة" تشويشاً على الحقائق الأهم. وبالتالي فإن تلك الحقيقة "تظلم" الحقائق الأخرى وتأخذ حجماً لا تستحقه وتدفع الناس الى الموقف الخطأ.
.
يمكننا ان نأخذ امثلة أخرى على "حقائق" ظالمة ان أعطيت أكبر من حجمها، فحين يقال ان داعش تجد المكان الآمن في المناطق السنية لأن أهلها يمثلون "حواضن" طبيعية لداعش، يبدو كـ "حقيقة" معقولة جدا، خاصة لمن كان يسكن في الجنوب، بعيداً عن تلك المناطق. لكن حين نستخدم نفس المنطق لنقول: أن جوكرية تشرين تجد المكان الآمن في المناطق الشيعية لان أهلها يمثلون "حواضن" طبيعية لهم، سيكتشف هذا الجنوبي أن في الحقيقة السابقة خلل ما، وانها غير دقيقة، ويبحث عن تفسير آخر لتواجد الجوكرية في مدن الجنوب. وتستدعي الأمانة هنا ان يبدأ بالشك في "الحقيقة" الأولى عن حواضن داعش في المناطق السنية، لان المنطق الذي أسست عليه هو نفسه الذي اكتشف انه مختل.
.
نفس الأمر عن فرضيات منتشرة تبدو كـ "حقائق" مثل: "شيعة العراق لا يصلحون للحكم لانهم لم يقدموا اية حكومة جيدة" او "الشيعة لا يقدمون الا حكومات عميلة للأجنبي" أو "كل الحكومات العراقية الشيعية شديدة الفساد". كلها "حقائق"، لكن ربطها بـ "الشيعة" لا دليل عليه في الواقع، لأن الظروف التي حكم فيها "الشيعة" كانت تحت الاحتلال. لا يوجد دليل او مؤشر عقائدي او جيني لدى الشيعة يفسر هذه "الحقائق"، نشك بأنها حقائق "ظالمة" اخذت غير حجمها، واستنتاجات غير صحيحة. فقد يكون الصحيح هو: "لا احد يستطيع ان يحكم جيدا في عراق تحتله اميركا وتسيطر على مقاليد الحكم فيه" و "إذا حكم السنة أو الشيعة في بلد تسيطر عليه اميركا فسيجبرون على وضع حكومات فاسدة وعميلة"..
.
هذا الاستنتاج او هذه المراجعة تتيح لنا ان نبحث عن تفسير آخر لما يجري بدلا من الاستنتاج المتسرع والسهل والذي تشجعه كل القنوات الإعلامية التي نعرف انها تم تأسيسها من قبل الاحتلال خصيصا لتضليل الناس في استنتاجاتهم ولإبعادهم عن اكتشاف دور الاحتلال في التدمير الممنهج للبلد.
وطبيعي أن هؤلاء الإعلاميين تم تدريبهم ويحصلون على النصيحة من اكبر وارقى المؤسسات الإعلامية في كيفية تحقيق ذلك واستغلال "الحقائق" (الظالمة) المناسبة قدر الإمكان والابتعاد عن الكذب المفضوح قدر الإمكان، مما يجعل اكتشافهم، فوق قدرة المواطن الاعتيادي، الذي تقدم له التفسيرات المناسبة للاحتلال، جاهزة وبلا حاجة للبحث والتفكير. فليست كل الفرضيات الكاذبة سخيفة وسهلة التفنيد مثل أن ايران تدعم داعش أو انها أنشأت مزرعة حمير لتبيع حليبها للعراق.
.
إذن، رغم ان من يريد تضليل الناس عن الرؤية الصحيحة، كثيرا ما يلجأ إلى الكذب، فأن هناك إمكانية كبيرة لأجهزة الاعلام المتطورة للاكتفاء غالبا بـ "الحقائق" الظالمة (او ما يسمى: حق اريد به باطل) لتحقيق هذا التضليل بإعطائها شكلا مناسبا او حجما اكبر او اصغر من حجمها، او انتقاء حقائق معينة مناسبة للتحشيد الذي يريدون.
.
ملخص ما جاء في المقالة، أن للكلمة بعدين دائما، البعد المعلوماتي (حقيقة او كذب) والبعد التحشيدي (السياسي، الموقف) وهما مستقلان الى حد بعيد. ولأن الكذب مرفوض اجتماعيا ويهدد مصداقية الإعلامي، يسعى من يريد الترويج لموقف معين الى الاكتفاء بـ "الحقائق" المناسبة، ثم يقوم بصياغتها بشكل يجعلها "حقائق ظالمة"، ويستنتج منها استنتاجات غير سليمة. هذا الأسلوب يجعل مهمة المستمع في اكتشاف الخطأ، وإيجاد طريقه الصحيح بين المتاهات أمر عسير، فيتركه للإعلام المؤسس لخداعه، والذي يستغل ذلك ليوجه له التحشيد الذي يريد.
علينا ونحن نقاتل أن نتذكر أن معركتنا سباق طويل يتطلب إدامة صحتنا وطاقتنا
عندها ندرك أن النوم الكافي وتفريج الاسنان، بعض من المعركة
يعملان لجهة واحدة مكلفة بتحطيم العراق، ويطيعانها بكل ما تأمر به
وسعت سلطة الأول الموصل ومناطق أخرى، وتحكم الثاني بالبلاد كلها، وبملفات الجيش والأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجية والسياسة
أيهما أقدر على... عرض المزيديعملان لجهة واحدة مكلفة بتحطيم العراق، ويطيعانها بكل ما تأمر به
وسعت سلطة الأول الموصل ومناطق أخرى، وتحكم الثاني بالبلاد كلها، وبملفات الجيش والأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجية والسياسة
أيهما أقدر على التدمير؟ أيهما اخطر على العراق؟
العراق مقبل على موجة عمليات ارهابية واسعة، إن صدق عشر ما يقوله ابو رغيف هنا. وهو يعني أن الكاظمي وحكومته، قد استخدمت التفجير الإر هابي لإزاحة من يقف بوجه الإر هاب وفتح الطريق امام عملياته، وبالتالي، ا... عرض المزيدالعراق مقبل على موجة عمليات ارهابية واسعة، إن صدق عشر ما يقوله ابو رغيف هنا. وهو يعني أن الكاظمي وحكومته، قد استخدمت التفجير الإر هابي لإزاحة من يقف بوجه الإر هاب وفتح الطريق امام عملياته، وبالتالي، المنطق يقول أنها تعمل معه، وهي على الاغلب متآمرة حتى في التفجير نفسه!
ومادمنا مقبلين على موجة ستضيع العقل، لنستعمل عقلنا الآن مادام موجودا، ونحدد من سيكون مسؤولا عنها وعن الضحايا، وقبل ان يستغل الهياج القادم، المكلفون بتحشيد المشاعر الطائفية ليلقوا بالجرائم على "السني" البسيط، ولومه على عدم الوقوف بوجه الدوا عش.
الكاظمي ومن معه واسياده في السفارة، ومن خضعوا لأوامر ونصبوا على بلادهم وسلموها لأخس ما خلق الله من الكائنات، هم المسؤولين عن الدم القادم، وليس السني البسيط، مثلما ليس الشيعي البسيط، فهما الضحايا، ومهما اثار المكلفون بتمزيق المجتمع العراقي من تشويش. لنقرر موقفنا قبل ان يشوش الدم والمجندون الرؤية علينا، ولنحدد بعقل وأمانة مسؤولية كل جهة، مادمنا نملكهما اليوم.
لو شك مجلس النواب برسالة ماجستير، انها قد تكون مسيئة للإسلام، هل كان سيتراقص كالقردة ويرقص معه وزير التعليم ويأمر بوقف المناقشة "فوراً" ويستدعي الأساتذة ورؤساء الاقسام والعمداء بكتب "عاجلة" و"على الفو... عرض المزيدلو شك مجلس النواب برسالة ماجستير، انها قد تكون مسيئة للإسلام، هل كان سيتراقص كالقردة ويرقص معه وزير التعليم ويأمر بوقف المناقشة "فوراً" ويستدعي الأساتذة ورؤساء الاقسام والعمداء بكتب "عاجلة" و"على الفور"؟
هل هي الدونية؟ ام وراء الأمر سر أكبر من ذلك؟
الاكتشاف العظيم للجرذان المرعوبة: "لا يوجد في الرسالة حرف يسيء لأحد"!
تخيلوا.. "لجنة التعليم العالي" في مجلس النواب المليئة بحملة الدكتوراه، لا تستطيع ان تقرأ وتحكم بنفسها.. وتحتاج فريق دكاتره يجون من... عرض المزيدالاكتشاف العظيم للجرذان المرعوبة: "لا يوجد في الرسالة حرف يسيء لأحد"!
تخيلوا.. "لجنة التعليم العالي" في مجلس النواب المليئة بحملة الدكتوراه، لا تستطيع ان تقرأ وتحكم بنفسها.. وتحتاج فريق دكاتره يجون من جامعة الموصل، حتى يوضحون للجنة "بشكل علمي اكاديمي دقيق" .. انه "لا يوجد حرف واحد يسيء لأحد" في رسالة الماجستير!
.
تخيلوا أن مجلس النواب، وجامعة الموصل ووزارة التعليم العالي، اللي انقلبت الدنيا عدهم خلال ثلاثة ايام من الكتب العاجلة والاستدعاء والتشاور وبسرعة لم يعرفها إلا موظفوا صدام عندما كان يزمجر، اكتشفوا انه "لا يوجد حرف واحد يسيء لأحد"!
.
تخيلوا.. وزير التعليم العالي، وليس فراش مدرسة او حارس ليلي، يعجز بكل ما لديه من مستشارين برواتب ضخمة، عن ان يقدر وجود هذا "الحرف"، فيقوم بإرسال كتاب عاجل إلى كل الجامعات والى مجلس النواب يوصي باتباع الاساليب العلمية، وكأنه يقول شيئا جديداً!
.
الحقيقة هي انه يعلم ان الرسالة "ليس فيها حرف يسيء الى أحد"، لكنه لا يدري ما يجب ان يفعل، وهو مرعوب من شيء ما مثل لجنة التعليم العالي وبقية القطيع، ويشعرون ان عليهم ان يثبتوا انهم فعلوا شيئا، تماما كشعور خدم الدكتاتور عندما يطلب أمراً سخيفاً ولا بد من تلبيته او التظاهر بالاهتمام به، فما هو الشيء الذي اخاف هذه المخلوقات المرعوبة؟
إنه كلمة "صهيو نية" في العنوان! انه الخوف من ان تفسرها السفارة بشكل لا يناسبها، فتغضب عليهم، والسفارة التي عينت رئيس البلاد، والبلاد خانعة امامها، بمقاومتها قبل خدمها! ولعلها "اول القطر" في عملية ارهاب من يفتح فمه حول اسريل في العراق!
.
لقد اطلق التافه ستيفن نبيل، جرو السفارة المعروف منشوراً، فتلقفته النائب ريحانة ، فقامت بتزوير عنوان الرسالة عمدا لتخلق منها مشكلة وتظهر نفسها مدافعة عن "المكون المسيحي"، فاهتزت الأمة في حكومة كلب السفارة والوزراء المتملقين حوله، ومرت بهم ثلاثة ايام من الرعب والركض، حتى اكتشفوا الاكتشاف العظيم: "لا يوجد في الرسالة حرف يسيء لأحد"!