==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...
في بداية دخولي إلى هذا المنتدى المبارك ، منتدى اخوة الإيمان وحقا أنتم كذلك ، نشرت منشورا تحت عنوان ( الدين أفيون الشعوب ) ، والكل يعلم وانتم أساتذة البلاغة والدراية ، أن هذه المقولة لست انا مطلقها ، وإنما هي من بنات افكار أحد فلاسفة الغرب ، وحتى هذا الفيلسوف كما اعتقد جازما لم يكن يريد الأبعاد الحقيقية لهذا الشعار ، وإنما اراد ان يعبر عن ما توصل إليه من خلال التجارب والملاحظات التي عاشها في حياته ، بأن الدين إما أن يكون دينا حقيقيا يمارس دوره في الحياة ، وإما فلا ، وقتئذ يكون مادة مخدرة ومسكرة للعقول البشرية .
احبائي ... ما أجبرني على طرح هذا الموضوع ، وإعادة ذكرياته مجددا ، وخصوصا في هذه الفترة الزمنية العصيبة التي نمر بها ، من نكوص وتخاذل وتراجع الأحزاب الإسلامية ، يحتم علينا أن نعيد حساباتنا ، ونحصي أخطائنا ، ونحاسب أنفسنا ، ونكون على بصيرة من أمرنا ، واعتقد أنه آن الاوان لان يصارح احدنا الاخر ، ويكشف له مافي جعبته من خفايا وارقام ، وان المجاملة ونظرية الثغر الباسم لم تعد مجدية ، بل على العكس من ذلك ، ادت الى تراكم الاخطاء والابتعاد عن دائرة الهداية والعطاء ، وبما انني احد افراد هذا المذهب واحد منتسبي هذه الحركات ، اقولها وبملئ الفم لم اشعر ولا ليوم واحد ، اننا مارسنا سلوكيات الدين الحقيقي ، وما نحن فيه من تبني وإدعاء ، ماهو في الحقيقة إلا خداع ونفاق ، لعدم وجود منفذ ثالث للخلاص ، فالبحر امامنا والعدو ورائنا ، ماقرءناه في الكتب الدينية - من ذم التفرد بالرأي ، والتعرب بعد الهجرة ، وقضاء حوائج الإخوان، والمساواة ، وإنصاف المظلوم ، وجبر الخواطر ووو - كانت معلومات للاستهلاك الدرسي ، والحصول على درجة ممتازة في الامتحان ليس إلا ، والدليل على ذلك ، ما وصل إليه حال البدري باعتباره اليد الضاربةوالمناضلة والمجاهدة من خنوع وذل وبؤس وندم وضياع وخوف ، حتى بات احدنا يلوذ بضلال الجدران خوفا من الاعتداء والمسائلة ، نعم والف نعم ، العار والخنوع يلاحقنا ما دمنا أخطأنا الاتجاه الصحيح ، ولو أننا أستعملنا العقل والحكمة والبصيرة ، وأبتعدنا عن القذف وإساءة الظن فيما يطرح من افكار ورؤى حتى وان كانت لاتتناغم مع رؤانا في بادئ الامر ، لما آل الأمر إلى هذه الدرجة من الانحطاط والانهيار .
نعم ..
اقولها لكم وبكل صراحة ، إن العقبة الكؤود التي تقف أمام تبني كل الأفكار الحرة وتقدمها ، هي استخدام الدين المزيف بما يحمل من موروثات وعناويين مغلوطة كمطية يمتطى بها ، للحيلولة دون تقدم أصحاب هذه الأفكار الحرة .
وهذا يشير له الحال الذي تمر به الحركات الاسلامية وبكل مسمياتها في الوقت الحاضر والمشوب بالتراشق اليومي فيما بينها ، كل يتهم الاخر بأنه السبب في التأخر الذي حل بالوطن في كافة مرافق الحياة منذ القضاء على الحكم البعثي والى يومنا هذا .
اجل ..
حين ندرس الوضع المتأزم الذي يمر به الوطن اليوم وبعد مرور أكثر من سبعة عشر عاما على سقوط دكتاتورية البعث ، وبعد استلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم ، وتعثر هذا المشروع وما صاحبه من فشل تدريجي ملموس في جميع الجوانب وخاصة قيادة الدولة والمجتمع .
إن حركاتنا الاسلامية أثبتت فشلها في ممارسة الحكم خلال الفترة الزمنية القصيرة ، رغم أنه كان أمامهم فرصة نادرة لاستلام الحكم وإدارة شؤون البلاد بنجاح .
ومن خلال هذا العامل وذاك ، يتضح بجلاء أن الديكتاتورية ، والتفرد بالرأي ، واتباع السياسة الهوجاء ، وتشتت المناهج ، وعدم وضوح الهدف ، إلى جانب عدم القدرة على التمييز بين ماهو حكم وسياسة ، وبين ما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا تعلق الأمر بالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب والحركات الالتزام بها .
سادتي الأفاضل ..
الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقولون . إنني أشرت فيما سبق في مقالات وان كانت قصيرة ، يمكنكم الرجوع إليها ، كمقال البيوتات والعفوية ، وأن قانون الافول سيشملنا كما شمل غيرنا ، واننا ومن نعتقد بحنكتة في إدارة دفة الأمور ندار من حيث ندري او لا ندري ، ووو
احبائي
علينا أن نعترف ، اننا اخطأنا الاتجاه ويجب تصحيح المسار ، وما قمنا به من سلوكيات دينية لايمت إلى سلوكيات الدين الحنيف بأي صلة ، وعليه لزاما علينا أن نختار ، أحد الأنظمة الثلاث ، النظام الرأسمالي او الشيوعي او نظام الجمهورية الاسلامية .
وفي الختام أقول، بعد كل هذا الخراب الذي جلبناه للبلاد والعباد والذي لا يمكننا الاستمرار به إلى ما لا نهاية ، لاخيار لنا إلا أن نختار أحد الأنظمة كما أسلفت او الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه والانسحاب إلى الجوامع والحسينيات لكسب الثواب .