عربي21- بسام ناصرالثلاثاء، 10 يناير 2017 04:14 م بتوقيت غرينتش
إذا كانت المرجعية في فهم القضايا الدينية الإسلامية، هي النص الديني في شقيه القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية، فلماذا يقع الاختلاف بين ا... عرض المزيدعربي21- بسام ناصرالثلاثاء، 10 يناير 2017 04:14 م بتوقيت غرينتش
إذا كانت المرجعية في فهم القضايا الدينية الإسلامية، هي النص الديني في شقيه القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية، فلماذا يقع الاختلاف بين الاتجاهات الدينية المتعددة في فهمها وتعاطيها مع المسائل الدينية الشرعية؟
يُرجع علماء الشريعة أسباب الاختلاف تلك إلى سببين أساسيين: أولهما طبيعة النص الديني من حيث ثبوته ودلالاته، وثانيهما: تفاوت أنظار المجتهدين في فهمهم للنص تبعا لاختلاف مداركهم العقلية وفقا لباحثين شرعيين.
ويشرح علماء أصول الفقه السبب الأول بقولهم إذا كان النص قرآنا كريما فهو قطعي الثبوت، لكن من جهة الدلالة، منه ما هو قطعي، ومنه ما هو ظني، أما إن كان حديثا نبويا، فمنه ما هو قطعي الثبوت، وهو الحديث المتواتر، ومنه ما هو ظني الثبوت، وهو أحاديث الآحاد، أما من جهة الدلالة فمنه القطعي في دلالته، ومنه الظني المحتمل لأكثر من معنى.
أما السبب الثاني العائد إلى اختلاف مدارك المجتهدين العقلية، فإنه يفتح المجال لتساؤلات مثارة على نطاق واسع، يأتي في مقدمتها سؤال استكناه طبيعة عمل العقل في فهم النص الشرعي، فهل ثمة محددات وضوابط لذلك العمل أم أن للعقل مطلق النظر في فهم النص وتنزيله على الواقع؟.
وتتشعب الأسئلة لتشمل تحديد موقف العقل من القضايا الدينية التي لا تفهم إلا على وجه التسليم والإذعان كالغيبيات، وأسرار العبادة وحِكمها، والبحث عن إجابات متوازنة لمعالجة إشكالية تعارض العقل والنقل، وأيهما يُقدم عند التعارض وتعذر سبل الجمع بينها.
محددات عمل العقل وضوابطه
حدد أستاذ الشريعة في جامعة اليرموك الأردنية، الدكتور منصور أبو زينة جملة محددات وضوابط لعمل العقل في فهم النص الشرعي، من أهمها وأبرزها قواعد الاستنباط المشروحة في علم أصول الفقه، فهي موازين مستقيمة لضبط حركة العقل، وكذلك مراعاة قواعد اللغة ودلالة الألفاظ حتى لا يشتط العقل في تفسيره وتأويله.
وشدد أبو زينة على ضرورة التشبع بعلوم اللغة العربية لمن أراد فهم النص الديني وتأويله، لأن القرآن نزل بلغة العرب، ولا يمكن فهمه على وجه صحيح ودقيق إلا بفهم لغة العرب، والتضلع بأساليبهم البلاغية، ودراسة النحو دراسة متأنية ومستوعبة.
وأوضح أبو زينة أن العقل ينبغي أن يكون مقيدا في حركته بتلك القواعد والضوابط، وليس له مطلق النظر في تفسيره وتأويله للنصوص الشرعية دون مراعاتها والتقيد بها، وحينما يرفض العقل التقيد بتلك القواعد والأصول فغالبا ما تكون تأويلاته فاسدة وبعيدة.
وجوابا عن سؤال "عربي21": إذا كانت تلك القواعد والأصول من إنتاج العقل البشري، فلماذا يُحجر على العقل إنتاج قواعد جديدة لفهم النص وتفسيره استنادا إلى تطور المعرفة البشرية، قال أبو زينة: ليس الأمر كذلك، فالعقل لم ينتج تلك القواعد والأصول، وإنما قعدها وقننها، لأنها بالأساس موجودة ومرعية قبل تقعيد تلك القواعد في صورتها النهائية المتداولة.
لكن كيف يمكن التعاطي مع إشكالية العقل والنقل؟ وكيف يمكن درء التعارض بينهما؟ أجاب أبو زينة أن العقل خادم للنقل، بعد أن ثبت الثاني بالأول، فكانت وظيفة العقل الأولى إثبات صحة مصدرية النقل، ثم تأتي وظيفته الثانية في التفسير والشرح والبيان.
أما عن خلاصة القول في درء التعارض بينهما، فجزم أبو زينة أنه يستحيل وقوع التعارض بين صحيح النقل وصريح العقل، لأن الذي خلق الإنسان هو سبحانه الذي أنزل القرآن.
النص مطلق وفهمنا له نسبي
من جهته أشار الباحث الشرعي الفلسطيني، سعيد الصرفندي إلى أن العقل هو الطريق إلى الإيمان، ولا يمكن أن يكون إيمان إلا بالعقل، وقد استثنى سبحانه الطفل والمجنون والنائم، من التكليف تبعا لذلك، والقاسم المشترك بينهما هو غياب العقل كليا أو جزئيا.
ونبه الصرفندي إلى أننا "لو تأملنا كتاب الله وتدبرنا آياته، فسنجده يذم في مواضع كثيرة، طريقة تعامل الأمم السابقة مع أنبيائهم، المستندة إلى شعار "حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"، أي أنهم لم يبحثوا في أدلة ادعاء النبوة بعقولهم، بل استندوا إلى طريق التقليد التي لا توصل إلى اليقين ولا إلى الإيمان".
وقال الصرفندي لـ"عربي21" إن "ذلك العقل الموصل إلى الإيمان، لا يمكن إقالته بعد الدخول في دائرة الإيمان، إذ لا بد من مقاييس العقل وضوابطه لفهم النص، فالنص ليس وصفا انفعاليا، بل نص أريد منه التطبيق، والتطبيق يحتاج إلى فهم".
وأضاف "ولا يقال: أي عقل يمكن اعتماده والعقول متفاوتة؟ لأن المراد بمقاييس العقل، الأحكام العقلية القاطعة التي لا يختلف عليها اثنان، من قبيل: اجتماع النقيضين محال، والجزء أصغر من الكل".
في هذا السياق تحضر بقوة إشكالية اختلاف أفهام الناظرين في النص الديني بحسب خلفياتهم العلمية، وحصيلتهم المعرفية، فهل ثمة معايير لمحاكمة تلك الأفهام؟ أجاب الصرفندي إننا إن تأملنا النص القرآني نجد أنه نص مطلق، وفهمنا له نسبي بحسب طاقتنا البشرية، ما يعني تفاوت العقول في الفهم بحسب مدخلات عملية التفكير".
وتابع "هنا يأتي دور العقل لرفع الإشكال بين النص والواقع، إذ إن تجدد الواقع يقتضي تجدد الأفهام للنص الذي تتطور دلالاته بتطور الواقع، مع ثبات النص، ولو قلنا بعدم تدخل العقل في فهم النص لعطلنا النص في حياتنا مما يجعله غير صالح لكل زمان ومكان، حتى لو اختلفنا في الفهم، لأن الله لن يحاسبنا على إصابة مراده بل على قدراتنا البشرية (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
وعن مدى إلزامية قواعد الاستنباط، وفهم دلالات الألفاظ المذكورة في كتب أصول الفقه، رأى الصرفندي أن "تلك القواعد والأصول، قواعد علمية منهجية، لا تقع ضمن ثوابت الإسلام، فيمكن تطويرها وتحسينها".
اختلاف أفهام ولا تعارض بين النقل والعقل
برؤية تستند إلى تراث المعتزلة، بيّن الباحث المعتزلي، ناجح سلهب أن "قولنا: هل يخالف الشرع صريح العقل قول غير سليم، وسؤال غير وجيه".
وعلّل سلهب كلامه السابق بأننا "لو سألنا أنفسنا وما الشرع؟ لقلنا إما أن يكون الشرع ما فهمه العلماء من النص، وفي هذه الحالة نكون أمام إنتاج عقلي يعارض إنتاجا عقليا آخر، أما إذا قلنا إن الشرع هو النص، يكون الجواب وكيف عرفت معنى النص حتى تقول إنه مخالف لما ذهب إليه الشرع".
ووفقا للباحث المعتزلي سلهب فإنه لا يوجد شرع مخالف للعقل، بل إن المسألة لا وجود لها أصلا، لأن الموجود الوحيد هو فهم معين للنص يخالف فهما آخر للنص، أي أنه عقلي يخالف إنتاجا آخر.
وتابع "فالمسألة صراع عقول، وليس صراع عقل ونص، فليس هناك صراع عقل ونقل أو تعارض عقل ونقل حتى، وإنما هناك تعارض أفهام فقط، موضحا "أن الحكيم عز وجل وجه خطابه إلى العقل، فلو كان العقل قاصرا عن فهم خطاب الحكيم، لطعنا في علم الحكيم لأن من يخاطب عاجزا عن الفهم لإفهامه سفيه، وليس بحكيم، والله ليس بحاجة إلى أحد".
وبيّن سلهب أن "الشريعة كلها مبنية على جلب المصالح، ودرء المفاسد، وهذه المصالح والمفاسد معقولة مدركة بالعقل باتفاق أهل التحقيق من علماء المسلمين، وبلغة معاصرة فالعقل مسترشدا بالضرورة، والموازنة بين مصالح الناس الخاصة، ومصالح الاجتماع العامة يستطيع التشريع"، فالعقل عند المعتزلة مصدر أصيل للتشريع" على حد وصفه.
تبقى الإشارة إلى أن تحديد مسارات العقل في فهم النص الشرعي، ورفع إشكالية تعارض العقل والنقل، من مواطن الاختلاف الشديد بين الاتجاهات الإسلامية قديمها وحديثها، والدائرة بين من يقيد حركة العقل بقواعد معيارية حاكمة، وبين من يطلق العنان للعقل تدبرا واستنباطا، طلبا لتحقيق مصالح العباد كما جاءت بها الشريعة.
==============
أعرني عقلك فقط
سيد عباس المراقب... عرض المزيد==============
أعرني عقلك فقط
سيد عباس المراقب
إجل ... لا أريد منك اخي المتلقي أكثر من ذلك .
بادئ ذي بدء ، ليس موضوعي الحديث والكلام عن العقل ودوره في العقيدة الإسلامية ، فله رواده وهم أولى بالحديث عنه ، ولكن لابأس بذكر شيئ يسير عنه ، يوضح العنوان الذي تصدر مقالتي .
الكلمات المرادفة للفظة ( العقل ) كالقلب واللب والفؤاد والحلم ... الخ ، التي وردت في القرآن الكريم عددها حوالي مائة وثمانين مرة ، هذا العدد الهائل من قبل المولى عز وجل ، في كتاب هو من أصدق وأوثق كتبه التي أنزلها على بني الانسان ، فيه دلالة واضحة وصريحة على أهمية هذا المخلوق العجيب ، فقد ورد في الحديث أن الله تعالى اول ما خلق العقل فقال له اقبل فأقبل ثم قال له ادبر فادبر ، فالعقل في لسان الفلاسفة هو الجوهر المفارق للمادة ذاتا وفعلا ، ومن الفلاسفة من يقول إن العقل بهذا المعنى هم الملائكة بلسان الشارع .
وبكلمة واحدة بالعقل تستطيع ايها الانسان ، التمييز بين الحق والباطل ، بين صالح الكلام وطالحه ، بين الخبيث من القول وسليمه .
وبناء على ما تقدم ، وكما قلت لك ، اخي الكريم اعرني عقلك ، وابعد عنك ولو للحظة واحدة كل المؤثرات الجانبية ، من عواطف وتعصب وتسرع ، وابصر إلى ما اقول ، لأن النار عند الاستعار لا تفرق بين الأجساد .
الموضوع الذي سأتحدث عنه ، هو موضوع مهم وخطير ومعقد ، بل لا أغالي إن أطلقت عليه مفردة ( مزلزل ، مدمر ، كارثي ) .
فما هو ياترى ؟
هو موضوع أبناء واحفاد المراجع والبيوتات .
خطورت الموضوع عزيزي المتلقي تكمن اولاً في السُنة السيئة التي سنوها ، وهي سُنة التوريث ، منذ مرجعية السيد الحكيم والى يومنا هذا ، ولا نعلم إلى متى ستستمر ، ويأتي نقدنا لهذه الظاهرة من عدة جوانب .
١. أن هذا الوريث الابن او الحفيد ، يقوم بشرعنة الدين كيفما يحلو له ، ومصاديق هذا الإدعاء ليست ببعيدة عنك اخي الكريم .
٢ . لو انهم إكتفوا بالجلوس على كرسي الإفتاء والنيابة لهان الامر ، ولكن الطامة الكبرى أخذوا يشكلون ألاحزاب والتيارات السياسية ، مستغلين بذلك جهل العوام ، وطيبة فطرتهم ، متعكزين على سمعة وقدسية الاب المرجع في هذا الأمر لا غير .
ثانيا . عدم امتلاكهم الدرجة العلمية وهي درجة الاجتهاد ، اربك المنظومة الفكرية لدى اغلب المقلدين ، بل الكثير منهم لا يملك حتى اللياقة البيانية والأخلاقية .
ثالثا . الظروف المعيشية الهانئة التي عاشوها في كنف آبائهم ، وعدم مواجهتهم لمعترك صعاب الحياة ، جعلت منهم أبناء غير مؤهلين لتحمل المسؤولية ، بل وتسببوا بخسائر لا يعلم إحصاؤها إلا الله ، وما خسارة ميناء الفاو إلا واحدة من هذه الخسائر .
وأخيرا اكثرهم تحوم حولهم شبهة الارتباط بالاجنبي ، وهذا ليس ببعيد ، ولذلك لم يخفى هذا الأمر عن السيد الخميني والسيد الخامنئي ، فبذلوا قصارى جهدهم في إبعاد ذويهم عن تبوء أي منصب ، أو أي تدخل في شأن مرجعيتهم لا من قريب ولا من بعيد .
================
الاستبداد وهلاك الامم ...
سيد عباس المراقب .... عرض المزيد================
الاستبداد وهلاك الامم ...
سيد عباس المراقب .
بسم الله الرحمن الرحيم : (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ) .
هذا ما قالته بلقيس ملكة سبأ على أشراف قومها ، طالبةً منهم الإفتاء والمشورة والنُصح ، على ضوء رسالة وردة إليها ، من نبي الله سليمان .
فالقرآن الكريم كتاب ختم الله به الكتب ، وهو دستور الخالق لإصلاح الخلق ، وقانون السماء لهداية الأرض .
تعددت وسائل القرآن الكريم في إيصال رسالته إلى الناس ، وتنوعت أساليبه في إقامة الادلة والبراهين التي يسوقها لإثبات مقاصده .
وأسلوب القصص كان أحد أهم وسائل القرآن في آيصال ما يريده إلى الناس . وما من شيئ أشد أثرا على النفوس من أسلوب القصة ، لذا اعتمد القرآن على إيراد الموعظة وغيرها بنحو القصة ، لأنها تعطي دليلا حسياً ملموسا لمن يسمعها ؛ فالقصة القرآنية منطوية على الحق المطلق لقوله تعالى : ( إن هذا لهو القصص الحق ) وقوله تعالى ( ومن أصدق من الله حديثا ) .
فقد خلد القرآن الكريم ، ملكة سبأ ، وتعرض لها دون أن يمسها بسوء ، ويكفيها شرفا ، أن ورد ذكرها في كتاب منزل من لدن حكيم عليم ، فذكرها في آخر الكتب السماوية ، هو تقدير للمرأة هذا أولاً ، وإقراره ورفضه التفرعن واحتكار الرأي ثانياً ، فهي لم تكن كبقية الملوك متسلطة في أحكامها مستبدة بآرائها ، لا تقبل النقاش او المشاركة ، بل كانت كما أجرى الله على لسانها " ما كنت قاطعة " وهذه الصيغة توحي وبقوة بأن ذلك دأبها وعادتها معهم ، فكانت ديمقراطية بحق في إدارة نظام الحكم ، لا تخاطر بالاستبداد بمصالح قومها ولاتعّرض ملكها لمهاوي أخطاء المستبدين ، فهذه الصفات هي التي أسعفت الملكة بلقيس في كثير من المواقف الصعبة والمحن الشديدة .
ففي هذه الآية دليل واضح وصريح على صحة المشاورة وعدم التفرد بالرأي ، وقد قال الله تعالى لنبيه ( صلوات الله وسلامه عليه) : " وشاورهم في الامر" .
إن ملكة سبأ ما كان لها هذا الشأن العظيم لولا اتصافها بمبدأ ونظرية (حتى تشهدون ) .
فمن هذا المنطلق القرآني ، وبهمة الخيرين والمجاهدين ، وبقوة الإحساس بالمسؤولية ، ندعوا الاحزاب والتيارات والمنظمات الاسلامية كافة، إلى تأسيس مجلس شورى ، - كما هو الحال في معظم الدول المتقدمة - يقع على عاتقه رسم السياسات والخطط الآنية والمستقبلية ، للحيلولة دون انهيار وسقوط دولة الشيعة في العراق ، فكما حافظة بلقيس على دولتها بمبدأ ( حتى تشهدون ) سنحافظ نحن أيضا وبكل تأكيد على منجزات وتضحيات وعذابات ال(٥٠ ) سنة الماضية .
فيما لو تمسكنا بهذا المنهج القرآني ، الذي جاء على لسان هذه الملكة .
فليكن تحركنا سادتي الكرام بهذا الاتجاه وبحزم وإرادة وإصرار ، ولنعرض عن ذكر الضربات . ولنسعى بكل ما أوتينا من قوة ، إلى لملمة الشمل( اي شمل الأحزاب وغيرها ) وجمع الشتات تحت سقف واحد ، وتحت شعار ( وأمرهم شورى بينهم ) .
وإذا صعب علينا هذا الأمر ، فلنعلها فصيحة واضحة صريحة ، أن ياشيعة العراق ليس لنا من منجي ومنقذ في ظل التقلبات السياسية العالمية ، إلا الانضمام والانصهار تحت خط ولاية الفقيه ، كما نادى بها مرجعنا الشهيد باقر الصدر .
وإلا دولة بني إمية قادمة لا محالة ،
وحينها لا ينفع الندم
ودمتم سالمين
==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...
في بداية دخولي إلى هذا المنتدى المبارك ، منتدى اخوة الإيمان وحقا أنتم كذلك ، نشرت منشورا تحت عنوان ( الدين أفيون الشعوب ) ، والكل يعلم وانتم أساتذة البلاغة والدراية ، أن هذه المقولة لست انا مطلقها ، وإنما هي من بنات افكار أحد فلاسفة الغرب ، وحتى هذا الفيلسوف كما اعتقد جازما لم يكن يريد الأبعاد الحقيقية لهذا الشعار ، وإنما اراد ان يعبر عن ما توصل إليه من خلال التجارب والملاحظات التي عاشها في حياته ، بأن الدين إما أن يكون دينا حقيقيا يمارس دوره في الحياة ، وإما فلا ، وقتئذ يكون مادة مخدرة ومسكرة للعقول البشرية .
احبائي ... ما أجبرني على طرح هذا الموضوع ، وإعادة ذكرياته مجددا ، وخصوصا في هذه الفترة الزمنية العصيبة التي نمر بها ، من نكوص وتخاذل وتراجع الأحزاب الإسلامية ، يحتم علينا أن نعيد حساباتنا ، ونحصي أخطائنا ، ونحاسب أنفسنا ، ونكون على بصيرة من أمرنا ، واعتقد أنه آن الاوان لان يصارح احدنا الاخر ، ويكشف له مافي جعبته من خفايا وارقام ، وان المجاملة ونظرية الثغر الباسم لم تعد مجدية ، بل على العكس من ذلك ، ادت الى تراكم الاخطاء والابتعاد عن دائرة الهداية والعطاء ، وبما انني احد افراد هذا المذهب واحد منتسبي هذه الحركات ، اقولها وبملئ الفم لم اشعر ولا ليوم واحد ، اننا مارسنا سلوكيات الدين الحقيقي ، وما نحن فيه من تبني وإدعاء ، ماهو في الحقيقة إلا خداع ونفاق ، لعدم وجود منفذ ثالث للخلاص ، فالبحر امامنا والعدو ورائنا ، ماقرءناه في الكتب الدينية - من ذم التفرد بالرأي ، والتعرب بعد الهجرة ، وقضاء حوائج الإخوان، والمساواة ، وإنصاف المظلوم ، وجبر الخواطر ووو - كانت معلومات للاستهلاك الدرسي ، والحصول على درجة ممتازة في الامتحان ليس إلا ، والدليل على ذلك ، ما وصل إليه حال البدري باعتباره اليد الضاربةوالمناضلة والمجاهدة من خنوع وذل وبؤس وندم وضياع وخوف ، حتى بات احدنا يلوذ بضلال الجدران خوفا من الاعتداء والمسائلة ، نعم والف نعم ، العار والخنوع يلاحقنا ما دمنا أخطأنا الاتجاه الصحيح ، ولو أننا أستعملنا العقل والحكمة والبصيرة ، وأبتعدنا عن القذف وإساءة الظن فيما يطرح من افكار ورؤى حتى وان كانت لاتتناغم مع رؤانا في بادئ الامر ، لما آل الأمر إلى هذه الدرجة من الانحطاط والانهيار .
نعم ..
اقولها لكم وبكل صراحة ، إن العقبة الكؤود التي تقف أمام تبني كل الأفكار الحرة وتقدمها ، هي استخدام الدين المزيف بما يحمل من موروثات وعناويين مغلوطة كمطية يمتطى بها ، للحيلولة دون تقدم أصحاب هذه الأفكار الحرة .
وهذا يشير له الحال الذي تمر به الحركات الاسلامية وبكل مسمياتها في الوقت الحاضر والمشوب بالتراشق اليومي فيما بينها ، كل يتهم الاخر بأنه السبب في التأخر الذي حل بالوطن في كافة مرافق الحياة منذ القضاء على الحكم البعثي والى يومنا هذا .
اجل ..
حين ندرس الوضع المتأزم الذي يمر به الوطن اليوم وبعد مرور أكثر من سبعة عشر عاما على سقوط دكتاتورية البعث ، وبعد استلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم ، وتعثر هذا المشروع وما صاحبه من فشل تدريجي ملموس في جميع الجوانب وخاصة قيادة الدولة والمجتمع .
إن حركاتنا الاسلامية أثبتت فشلها في ممارسة الحكم خلال الفترة الزمنية القصيرة ، رغم أنه كان أمامهم فرصة نادرة لاستلام الحكم وإدارة شؤون البلاد بنجاح .
ومن خلال هذا العامل وذاك ، يتضح بجلاء أن الديكتاتورية ، والتفرد بالرأي ، واتباع السياسة الهوجاء ، وتشتت المناهج ، وعدم وضوح الهدف ، إلى جانب عدم القدرة على التمييز بين ماهو حكم وسياسة ، وبين ما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا تعلق الأمر بالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب والحركات الالتزام بها .
سادتي الأفاضل ..
الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقولون . إنني أشرت فيما سبق في مقالات وان كانت قصيرة ، يمكنكم الرجوع إليها ، كمقال البيوتات والعفوية ، وأن قانون الافول سيشملنا كما شمل غيرنا ، واننا ومن نعتقد بحنكتة في إدارة دفة الأمور ندار من حيث ندري او لا ندري ، ووو
احبائي
علينا أن نعترف ، اننا اخطأنا الاتجاه ويجب تصحيح المسار ، وما قمنا به من سلوكيات دينية لايمت إلى سلوكيات الدين الحنيف بأي صلة ، وعليه لزاما علينا أن نختار ، أحد الأنظمة الثلاث ، النظام الرأسمالي او الشيوعي او نظام الجمهورية الاسلامية .
وفي الختام أقول، بعد كل هذا الخراب الذي جلبناه للبلاد والعباد والذي لا يمكننا الاستمرار به إلى ما لا نهاية ، لاخيار لنا إلا أن نختار أحد الأنظمة كما أسلفت او الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه والانسحاب إلى الجوامع والحسينيات لكسب الثواب .
===============
المحطة
/ سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد===============
المحطة
/ سيد عباس المراقب ...
بالامس اطلعت على مقطع فيديو يظهر فيه محطة لتعبئة الوقود وانزعاج أصحاب العجلات من الوقود المغشوش بالماء وعليه توقفت عجلاتهم ، وما يهمني في هذا المقطع هو أن الوقود له المدخلية الكبرى في سير العجلة وتقدمها وبخلاف ذلك تتوقف .
طيب لو طبقنا هذه المعادلة على وضعنا الحالي ، واحصينا المحطات التي نرتوي منها كالمحطة الرمضانية والعاشورية والرجبية ووو، وما أكثرها ولكن العجلة واقفة في احسن الأحوال أن لم تكن قد بدأت بالتراجع
...علامة استفهام جديرة بالدراسة...
وشكرا
===============
محطات
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
محطات
سيد عباس المراقب ...
اولا : الانسان سيد نفسه ، إن عصمها عن السفاسف والترهات ، والذنوب والمعاصي ، والخوض مع الخائضين ، وعمل على بنائها ، وتربيتها ، وإصلاحها ، سيصل بالتأكيد إلى السيادة الحقيقة .
قال الشاعر : نفسُ عصام سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما
سودت... جعلته سيد قومه ... وبالتالي ، فالسيادة ليست لقباً يطلق بالمجان ، وإنما هو لقب ، ذو دلالة معنوية ، لا ينطبق إلا على نفر ، او ثلة من الناس .
ثانيا :
١..لا تقل ، قضى طيلة عمره في الجهاد .
وقل ، قضى عمره في الجهاد .
السبب : لأن الطيلة معناها العمر ، ومن الخطأ ، إضافة الشيئ إلى نفسه .
٢.. لا تقل ، تسلل العدو إلى أراضينا.
وقل : دخل العدو أراضينا خفية .
السبب : تسلل يدل على الخروج خفية ، وانت هنا تريد دخول العدو لا خروجه .
٣.. لا تقل ، اشتريت خمسة كتب ، ثم بعتهم .
وقل : اشتريت خمسة كتب ، ثم بعتها .
السبب : لأن الضمير ، في كلمة - بعتهم - وهو - هم - يستخدم عند الحديث عن العاقل ، والكتب ليست بعاقل .
ودمتم سالمين
===============
أنجيلا ميركل
/ سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد===============
أنجيلا ميركل
/ سيد عباس المراقب ...
من نادلة إلى اول مستشارة في تاريخ ألمانيا .
قبل فترة قصيرة ، نشر أحد الإخوة ، خطاب السيدة أنجيلا ميركل ، وهي تتحدث عن دروس ، استخلصتها ، سواء من حياتها الخاصة ، أو من الظرف السياسي الذي عاشته ألمانيا وأوروبا ، أو مما يشهده عالمنا اليوم .
استغرق حديث ميركل ، ٣٥ دقيقة ، من المتعة والإفادة ، في الاحتفال السنوي لخريجي الجامعة ، والذي شعرت وللوهلة الاولى ، بأنه موجه لنا نحن المسلمين ، الذي نعيش ، ربما أسوأ حقبة في تاريخنا المعاصر .
دروس ميركل هذه ، ينبغي أن لا نمر عليها مرور الكرام ، بل حري بنا ، أن نقرأها مرارا وتكرارا ، لأن كلامها ، إنما هو كلام ، يصدر من امرأة ، في مركز قيادي ، أثبتت جدارة في استلام الحكم وتوجيه دفة سياسة بلادها ، خلال أربعة ادوار تشريعية ، مع الأخذ بنظر الاعتبار سيرتها الذاتية ، وحياتها التي عاشت قسم كبيرا منها ، في ظل نظام شمولي ديكتاتوري ، لابد من الوقوف عنده ، وعند تجربتها الغنية المثمرة ، فهل لنا نحن العراقيين ، أن نستفيد من تجارب الشعوب ، وتجارب قادتها .
قالت ميركل ، في درسها الاول ، أن التغير قادم ولاشيئ مستحيل ، وراحت ميركل البالغة من العمر ٦٥ عاما ، تتحدث عن بلدها ، حينما كان ، يُحكم بالدكتاتورية والحزب الواحد ، والرأي الواحد ، ( ما أشبه ما تصفه بما يحدث في بلادنا ) ، وعن العالم آنذاك ، الذي كان يعيش انقساما بين الشرق والغرب ، والحروب التي اندلعت .
لكن حدثت المعجزة ، وانتفض الشعب ، وهدم السور ، وتوحدت ألمانيا .
حبتي الكرام ...
عندما أتأمل بعض الدول ، التي كانت بالامس دول شبه معدومة ، مقارنة بما كانت تتمتع به أغلب الدول الإسلامية من ثراء وبحبوحة في العيش آنذاك : ينتابني شعور بالأسى والحزن ، وانا ارى اليوم ، تلك الدول ، وقد أصبحت في مصاف الدول المتقدمة صناعيا ، واقتصاديا ، وعلميا .
وأرى وطننا الإسلامي باستثناء ايران ، خاوٍ من كل معالم التجديد والتحديث .
وصول تلك الدول إلى الرقي والتقدم ، والنهضة اللامحدودة ، لم يكن بمحض الصدفة ، أو الحظ ، بل كان نتاج سياسات ، وخطط مستقبلية على المدى البعيد .
الدرس الثاني والمهم ، من بين دروسها الستة ، التي مست شغاف قلبي ، حديثها ، عن أوربا وتمزقها حينذاك ، والحروب التي طحنتها ، وانتهت بأوروبا متحدة ومتحابة ، تعيش رفاهية يضرب بها المثل ، آقرأوا وصف ميركل عن حال أوربا وكيف تغير ، وكأنها تتحدث عن حالنا اليوم ، تقول : انه بالديمقراطية والسلام ، تتحقق الحرية ، ويعم الرخاء .
إن أوربا التي ترونها اليوم ، في رفاهية وتقدم ، كانت قد شهدت قرونا طويلة ، من التخلف والحروب والصراعات السياسية والدينية ، والحكم المطلق والاستبداد الديني والسياسي ، قد عشت زمانا ، كانت بلادي ألمانيا ، إبان الحكم الديكتاتوري ، تنخرط في حروب تترك وراءها المئات ، بل الآلاف من القتلى في الشوارع ، وملايين المشردين والجياع ، ولكن هذا كله انتهى ، بفضل قيمتين ، أود أن اتشاركهما معكم اليوم ، انها : الديمقراطية والسلام .
نعم ... يا سيدتي ، وصلت رسالتك وفهمناها ، فانتي وبلدك ، قد تخطيتم المرحلة ، واطفأتم النار التي اكتويتم بها ، وها نحن نكتوي بهذه النار ، في كل لحظة وحين ، نحن نعيش الانهيار في دولنا ، ومجتمعاتنا ، من دون أن نعرف ، متى وكيف ، يمكن أن ننهض ، مازال هذا الأمر يقض مضجعي ليل نهار ، ويبقى السؤال مطروحا ، كيف النهوض من جديد .
وأخيرا ، استوقفتني بعض الجمل ، في خطاب السيدة الفاضلة ميركل ، عندما قالت : إن ما يبدو ثابتا لا يتغير ، يمكن أن يتغير ، وأضافت : كل تغيير يبدأ من الرأس .
صحيح ، أن كل تغيير يبدأ ، من الرأس ، بالأخص اذا كان هذا الرأس ، يحوي عقلا نقديا قادرا ، على التخيل والإبداع ، متحررا من أسر النصوص والبديهيات ، وهذا أمر يلزمه الكثير ، من العمل ، حتى يصبح أساسا متينا للمستقبل ، لكنها أضافت : والتغيير للافضل امر ممكن ، اذا عملنا معا ، ولن ننجح في ذلك لو عمل كل منا بمفرده .
ما اجمل ، هذه اللوحة الفنية القانونية ، التي ترسمها ، هذه المرأة ، ما أحوجنا ، إلى مثل هذه النصائح الثمينة ، من امرأة مجربة ، خبرت الدكتاتورية والديمقراطية ، والحرب والسلام ، والانفصال والوحدة .
ودمتم سالمين
===============
المحكمة
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
المحكمة
سيد عباس المراقب ...
وصلني بلاغ من المحكمة ، يدعوني فيه إلى المثول أمام القاضي ، في يوم السبت القادم ، المصادف ... ، ... ، ... ، على اثر نزاع حصل بيني وبين أحد الشباب ، الذي كان يرتدي قميصا مطبوعا عليه ، صورة للثائر الأرجنتيني المولد ، الكوبي المنشأ والصناعة ، الطبيب الزعيم جيفارا ، وما حصل كان في البداية مجرد حوار ، تشابكت فيه الآراء بين مؤيد لفكرة الارتداء ، وبين من يعارضها ، وسط مجموعة من الشباب في مدينة كربلاء .
النقاش كان هادئا ، إلى حد ما ، ولم يتخلله ضجيج ، أو صياح ، او حتى ما يعكر المزاج .
وقام كل واحد منا في نهاية الجلسة ، يصافح الاخر على أمل اللقاء في يوم غد .
وفي صبيحة يوم السبت ، مثلت أمام القاضي ، لاستمع حكم القضاء ، وما هي إلا دقائق معدودة مرة علي ، ولكنها كانت عصيبة .
نطق القاضي ، وقال : يافلان انك متهما ، بتهم ثلاث ، الخيانة ، والنسيان ، وعدم الوفاء ، فقلت له عفوا سيدي القاضي ، وما علاقة هذه التهم ، بالشاب وقميصه الجيفاري .
هنا قاطعني الشاب بعد أن استرخص من القاضي ، موجها كلامه لي ، ياسيدي الفاضل أولئك قوم خلدوا شهدائهم فعلقنا صورهم على الصدور ، وانتم خنتوا امانة الشهداء ، ونقضتم عهودهم ، ونسيتم تضحياتهم .
فهذا جيفارا ، يا سيدي القاضي ، تذكره الأجيال منذ خمسة عقود ، وستذكره بعد آلاف السنين .
===============
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .... عرض المزيد===============
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
ولاية الفقية ...
بعدثلاثة وسبعون عاما"
كسرت هيبة المارد الصهيوني
✒️ السيد عباس المراقب
ما أشبه اليوم بالامس ، فبالامس كان علي ومرحب يرسما صنفا الوجود على لوح الزمان . بين الوجود الايماني والوجود الشركي .
فكان علي عليه السلام يمثل الخير والسلام والايمان ، بالمقابل كان مرحب يمثل الظلم والطغيان والشرك ، فتدخلت السماء لانهاء هذا الصراع ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ .
وفي صبيحة احد ايام الله ، تكفل سيف العدالة الانسانية ذو الفقار سيف علي ، بحسم النزاع بمصرع احد صناديد الشرك .
واليوم سيتبنى الاحفاد ما فعله الآباء ، فهاهو حفيد علي ووريثه وولي فقيه الامة الاسلامية ، ينازل احفاد مرحب احفاد الامة اليهودية .
وما أشبه اليوم بالامسِ ، فكما تنصل الاصحاب وفيهم نبيهم يدعوهم ثلاث مرات لمنازلة مرحب ، واليوم تتنصل اشباه الرجال وعاراة الزمن ، من دول خليجية وغيرها ، عن مؤازرة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ، لان القوم ابناء القوم .
فيا أيها الشعب الفلسطيني الابي ، ويا أباة الضيم ويا رجالات الفطرة السليمة ، شاء القدر ، أنكم انتم من سيصنع فجرا جديدا ، لهذه الامة وللعالم اجمع .
ورب الراقصات قد خرجت آلة الزمن عن السيطرة ، هكذا على الاقل تبدو الامور ، وتدحرجت كرة الثلج في مرحلة بدأت تتمظهر فيها الاختلالات في موازين القوى على صعيد المنطقة والعالم .
هكذا هي سنن الحياة ، فقد اهتزت الارض التي انتم عليها ايها الصهاينة الغاصبون وربت ، ولا مكان لكم فيها ، وستنبت عن قريب بإذن الله ، الكثير من الازواج البهيجة في ارض فلسطين الحبيبة بعد رحيل الاغراب .
الصقر الايراني الذي حلق فوق سماء تل ابيب ، وامطرها بوابل من الحجارات السجيلية ، أرعبت العالم قاطبة ، واصابتهم بالذهول ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت ، فاصبح العالم من هول الحدث سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
ثلاث وسبعون عاما ، والمارد الصهيوني يعيث في الارض فسادا ، ثلاث وسبعون عاما والشعب الفلسطيني يأنّ تحت وطأة الجلاد ، ثلاث وسبعون عاما والعيون عطشى للخلاص ، والاكف معلقة بالسماء .
فابشروا يا رجال المقاومة في فلسطين ، إن النصر آت آتٍ آتٍ ...
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ .
فيا حي هلاً بسيد المقاومة السيد الخامنئي ، واللهِ إنه نسبٌ لا ينكر وحقٌ ليس فيه مراء .
....... ..... ..... ..... .....
===============
البيوتات والعفوية
سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد===============
البيوتات والعفوية
سيد عباس المراقب ...
هكذا بدأت حياتنا ، هروب من بطش النظام وقسوته - ثم استقرار في أرض المهجر - إلى استحواذ البيوتات وعفوية المجاهد .
احبتي الكرام
دفن النعامة رأسها في الرمال ، لا يعني انها غير مكشوفة للآخرين ، فنحن الان بأمس الحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ ونقد الذات وتشخيص السلبيات ،
لأن نقد الذات موقف إيجابي نكتشف عن طريقه مواطن الضعف والقوة بشكل موضوعي ويقودنا إلى معرفة وتشخيص السلبيات لمعالجتها ، والى تحديد أهدافنا بناءا على تفكير وتخطيط استراتيجي ، يتبعها إدارة استراتيجية ، وقدرة فائقة على الثقة بالنفس وإدارة الأزمات ومواجهتها والوصول إلى الأهداف رغم العقبات والتحديات .
اي بمعنى أن النقد يأتي لتاشير السلبيات وتعزيز الإيجابيات ، انها عملية تقوييم وتقييم ، للوصول بالنتائج لأفضل ما يكون ، من خلال الاستفادة من الخبرات وتراكمها على ضوء الثوابت الرئيسية والمتغيرات الثانوية .
والشخص او الجهة التي لاتعي ولا تدرك ماهية النقد وغير مؤهلة ، فعليها التخلي او الابتعاد وفسح المجال للأشخاص الأكثر كفاءة والافضل دراية .
وما بقاء الدول وتقدمها ، إلا من خلال تفعيل منظومة المكون الثلاثي - النقد والتشخيص والمعالجة - ، أما الأعراض عن هذا ، والاكتفاء بما انتجه الاباء ، فنتيجته معلومة وهي القبول بالجلوس تحت أقدام الاسياد .
وأخطر ما ينتجه هذا الأعراض ، هو ظهور زعامة البيوتات وتكريس الدكتاتورية .
إذ يقول روسو ( لان النظام الدكتاتوري لا يفكر فيه إلا واحد فقط ، والآخرون لا يحق لهم التفكير ، وحينئذ يتحول المجتمع بأسره إلى جسد واحد لمخ واحد ) .
فيصبح هذا القائد فوق النقاش وفوق الملاحظات ، ويتحول الى مقدس وهمي ، حتى ليتخيل اليك انك تقف في ساحة الكمال المطلق الذي لا يقترب اليه النقص من جهة من الجهات .
أما إذا انطلقت حرية القلم والتفكير فستكون العقول بعدد الأجساد ، لكل جسد عقل ، وتتكثر الشخصيات بتكثر الأفراد ، وفي خضم هذا التصادم الفكري وتلاقح الآراء تنبثق الثقافة وتوجد الحضارة .
ناهيك عن أن غياب الحرية يشوش حتى على العقيدة ، فالاسلام لا ينمو ولا يزدهر إلا في جو الحرية .
فما هذا الخذلان الذي نراه والقادم أسوأ بالطبع ، ما جاء إلا نتيجة ، عفوية المجاهد التي سمحت بزعامة البيوتات وقبلت بنظرية الدكتاتور .
===============
قبل الغروب
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
قبل الغروب
سيد عباس المراقب ...
لا سبيل إلى الحياة في ظل الدكتاتوريات .
احبتي الكرام ،
الازمة الحادة التي نعاني منها الان ، لم تولد فجأة ، بل جاءت نتيجة طبيعية لعقود من الزمن ، بسبب تكريس فكرة القائد الأوحد وغياب السياسات الديمقراطية .
فإن غياب الحريات وقمعها في المهد ، زمنا طويلا والسكوت على غيابها يخلق تباعدا ما بين المجاهد والقائد .
وهذا ما شاهدناه جلياً قبل التحرير وما بعده ، فلنا أن نمارس الحرية في مزاولة النفاق ، وارتكاب المحرمات ، ووو ، ولكن هناك حرية محرمة علينا كمجاهدين ألا وهي حرية أن نختار من يحكمنا ، فإن هذه الحرية مقتصرة على الدكتاتور الحاكم الذي لا يرى حاكما غيره .
أعزائي
هذه حقيقة لا مناص من الاعتراف بها ، بل انا ارى أكثر من ذلك ، فإنطلاق عملية التغير وتصحيح المسار لا يتم ، إلا بتجفيف منابع هذه النظرية وطمسها إلى الأبد .
إذ أن الخوف يبقى قائما من أن يتحول الإحساس بالزعامة الفردية إلى نوع من أنواع الاستبداد في الممارسة والضوابط والشروط .
ناهيك عن ما تنتجه هذه الزعامة الاوحدية ، من جو من الصراع الذي ينعكس بدوره على العمل السياسي في أوساط المنظمة ، ويحول العملية برمتها إلى صراع ضد الوعي بكل أشكاله.
لاسيما وأنها لم تكن قيادة راصدة للساحة ومستوعبة اياها بقدر ما كانت قيادة طاردة لكل من يعارضها .
فهي استحوذت على كل أدوات العمل وعملت بها ، وبالتالي فإنها ما عادت قيادة وفق اي مقاس من المقاسات .
نعم أن تحل بنا الكوارث نتيجة الانبطاح وتتعاقب علينا الأزمات ، ذلك أمر طبيعي يحدث لكل المنظمات والمؤسسات في مختلف مراحل التاريخ .
لكني على ثقة تامة ، بأن الخطر ليس أن نصاب بالازمات ، بل الأخطر أن نتهرب من حقيقة هذه الأزمات ، وأن نعجز عن تشخيصها ، بشكل صائب وان نخفق في اتخاذ الخطوات الضرورية الفعالة على طريق العلاج .
ولكن ماهو المطلوب في هذه اللحظة الحبلى بالمآسي والفتن .
على ما يبدو لي اولا أن نفهم ونشخص ثم نجلس ونقرر قبل فوات الاوان وقبل أن تغيب الشمس ،
ودمتم سالمين .
=================
تساقط الاوراق
سيد عباس المراقب... عرض المزيد=================
تساقط الاوراق
سيد عباس المراقب
يوم أمس الكل منا شهد كيف تساقطت الأوراق وكيف التفت الحبال بالاعناق، وتهاوت إلى الحضيض ثقافة الحزب العريق ، واندرست رسومهم وجسومهم تحت الثرى ، وعلقت قصصهم في مكتبة التاريخ الغابر إلى جانب قصص الماضين لتروى على اسماع الجيل القادم .
وبتنا تلك الليلة على امل اللقاء ، ثم استيقظنا على اشراقة شمس فجر جديد ، ومن هناك لاحت في الأفق راية بيضاء مكتوب عليها نحن ورثة الأنبياء، نحن قوم افنينا العمر بالحكم والقضاء ، نحن قوم لانخادع ونصون العرض والمال .
حينها تعالت الأيادي بالتصفيق والتصفير ، وسرح الخيال وأخذ يرسم على لوح الزمان ما سيقدمه داعي الله من قصور وجنان، ورعاية الأيتام وحفظ حقوق الإنسان.
وبمرور الشهور والسنين اخذت تتبدد غيوم الأحلام،
وهنا نطق الزمان مرددا احبتي هل يشملكم قانون الافول .
فقلت له انتظرني ريثما يأتيني الجواب.
===============
كريلاء ... الحرب الناعمة وإغتصاب العقول .
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
كريلاء ... الحرب الناعمة وإغتصاب العقول .
سيد عباس المراقب ...
الحرب الناعمة هو مفهوم صاغه الامريكي البروفيسور جوزيف ناي وكيل وزارة الدفاع الامريكية السابق ، وعميد كلية العلوم السياسية ، في جامعة هارفرد عام ١٩٩٠ .
هذا المفهوم يجيز باستخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الاخرين ، باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية ، والترويج للنمط السلوكي والقيادي الامريكي .
وقد وجد الامريكي في الحرب الناعمة الطريقة المثلى لاخضاع الاخرين والسيطرة على عقولهم ، ولكن كيف يحصل ذلك ؟ الواضح من خلال الكتابات والدراسات في المعاهد والجامعات الغربية ، توصلوا الى نتيجة مفادها ، إن جعل الآخر خاضعاً بالكامل يتوقف على تغيير القوالب والانماط الماهوية للمجتمع وتغيير القيم الحاكمة فيه .
اجل ... الاعلام المضاد وبرامج الهواتف الذكية ، غيرت الكثير من القيم الحاكمة في المجتمع الكربلائي ، فهو بالامس كان يردد شعار يالثارات الحسين ، واليوم يطالب بطرد دولة الحسين ، إن هذا لشيئ عجاب .
عفوا سادتي الكرام خروج اضطراري لو سمحتم : ليكن في علم الجميع ، أنا أعتقد إعتقاداً راسخاً ، بأن كل هذا التطور وهذه الاكتشافات التي حصلت عند غير المسلمين ، وحتى نظرية جوزيف التي أتحدث أنا عنها الان ، تحدث بها القرآن وكذلك السنة النبوية الصحيحة ، فما من تطور أو أكتشاف إلا وله أصل في قرآن أو سنة ، ولكن ابتعاد المسلمين عن هاذين المصدرين هو الذي أدى الى هذه النتائج الوخيمة .
وما يعضد كلامي هذا ، استمع عزيزي القارئ الى هذه الجوهرة من جواهر علي عليه السلام ، وماذا قال للحسنين عليما السلام في إحدى فقرات وصيته لهما قبل الرحيل : الله الله في القرآن لايسبقكم بالعمل به غيركم .
فالجماعات التي سبقتنا بالعمل بالقرآن من غير المسلمين ، قد جنت ثمار الاسبقية . فاصبحوا هم الاسياد ونحن التابعون الخانعون الجاهلون ، وهذه الحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار .
فلنعد الى صلب الموضوع ، فقد خطى العالم الغربي وامربكا بالدرجة الاولى وربيبتها اسرائيل ، خطوات جبارة وغير مسبوقة ، في تبني وتفعيل وتطبيق هذه النظرية وهذه الحرب ، لتحل بالتدريج محل الحرب الصلبة او الخشنة او العسكرية . او تكون صاحبة الكأس المعلى في ترتيب الاولويات على الاقل .
خطورة هذه الحرب الناعمة ، وهنا مربط الفرس ومحل الشاهد لهذه المقدمة ، أنها غير مشخصة الجهة ، وليس لها رأس محدد .
فهي حرب عقائد وافكار حرب ايديولوجيات ومبادئ ، حرب تستهدف العقول الخاملة والساذحة والبسيطة ، باساليب ملتوية وبراقة ، تستهوي القلوب والمشاعر ، حرب دس السم بالعسل .
ان الافاعي وان لانت ملامسها ... عند التقلب في أنيابها العطب .
يقول الدكتور والباحث اللبناني فردريك معتوق ،إن الاعلام والهواتف الذكية يعدان الوسيلة الاخطر والاشد فتكاً بالجهات المستهدفة .
فاذا ما اردنا ان لايستهدف الصحن الحسيني بشعارات ايران بر بر مرة اخرى على ايدي ابناء وبنات كربلاء ، وان لا نرى الفكر الصرخي وغيره من الافكار المنحرفة تتمدد وتنتشر .
فما علينا إلا الاخذ بمقولة لاينتشر الهدى الا من حيث انتشر الظلال .
===============
الاصلاح ... يعني البقاء
سيد عباس المراقب
... عرض المزيد===============
الاصلاح ... يعني البقاء
سيد عباس المراقب
احبتي الكرام ..
التغيير من سنن الحياة الطبيعية ، التي يسعى إليها الانسان ، لإحداث النمو والتقدم في حياته نحو الأفضل ، وذلك ما يعطي للحياة معنى حقيقي ومهم ، وفي المقابل يعتبر التغيير من أصعب الأمور التي قد تواجه الانسان ، لما به من مخاطر قد تثير الخوف ، ولما تحتاجه من إرادة قوية ، ومجاهدة للنفس ، وعمل دؤوب لتحقيق هدف التغيير .
لان كل أزمة تقريبا تحمل في طياتها مقومات نجاحها ، وكذلك أسباب فشلها .
وقبل الولوج والخوض في غمار هذا المصطلح - الإصلاح - نجد انه من الضروري أن نقدم له بمقدمة تكون مدخلا لهذا الموضوع .
المدخل الاول : هو القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم : " إن اريد إلا الإصلاح ، ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " .
المدخل الثاني : السنة النبوية والعترة الطاهرة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) .
قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) ،
" اني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ، ولا مفسدا ، ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ، أريد أن آمر بالمعروف ، وانهى عن المنكر فمن قبلني ، بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ، وهو خير الحاكمين ) .
فالإصلاح ايها السادة الأفاضل ، ضرورة لكل امة ، وفي كل عصر وزمان ذلك أن عوامل الفساد والانحراف ، حينما يتسرب إلى داخل جسد الأمة ، ويتعشش فيها فإن السكوت عنه ، وعدم مقاومته ، يجعل الفساد منتشرا ، والظلم مهيمنا ، لذلك تحتاج الأمة إلى الإصلاح في كل وقت ، إما لمقاومة الفساد ، او لمقاومة الجمود ، فالجمود والركود لون من ألوان الفساد .
فالأمة تحتاج إلى التطوير والتقدم ، حتى لو فرضنا انه ليس هناك ظلم وفساد ، لكن الركود والجمود على نفس المستوى من العيش هو بحد ذاته ظلم ، ومنتج للفساد والانحراف .
لهذا تكون الدعوة والكلام عن - التغيير والإصلاح- تنطلق من واقع حال ، ومن مطلب شعبي يعيشه الناس ، وهو المطلب الذي يحيي الأمل بالغد و بالمستقبل.
وبغض النظر عن اختلاف مطالب الشعوب ، في كل قطر من الأقطار ، إلا أنها تتفق على اسس عامة ، هي الحرية بكافة أشكالها ، وضمان الحقوق ، والحفاظ عليها ، ومحاربة الفساد وما يتنافى مع تحقيق المساواة بينهم ، وتحقيق العدل في جميع مناحي الحياة داخل الدولة .
فكلمة الإصلاح الواردة في الآية المباركة اعلاه ، وكلمة الإصلاح التي خرجت من فم المعصوم ، نجد أن هذا الثنائي ، ثنائي متكامل فلا مباينة ، ولا مزايلة ، وإنما ملاقاة ومعانقة ، وانسجام وادغام.
الإصلاح سادتي الأفاضل مسؤلية يتحملها الواعون من أبناء الأمة ، اما اذا اكتفوا بالتفرج ، او التذمر مما يحدث ، فانهم مسؤولون أمام الله والتاريخ عما يجري عليهم : " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ، وأهلها مصلحون " ، صحيح ان من طبع البشر ، ممارسة الفساد والظلم على أنفسهم ، ولكن ينبغي أن يقابله إصلاح ومقاومة الظلم ، وإلا كان الهلاك مصير المجتمع والأمة.
فحديث القرآن عن السكوت على المنكر ، والوقوف موقف السلب من مقترفيه - حكاما او محكومين - حديث يزلزل كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.
يقول القرآن: " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبئس ما كانوا يفعلون . " .
بل الأكثر من ذلك اننا نجد في القرآن ، أن السكوت عن الظلم والتهاون فيه ، يوجب العذاب على الأمة كلها ، الظالم والساكت عنه كما قال تعالى : " واتقوا فتنة لا تصين الذين ظلموا منكم خاصة " .
فاعتبر القرآن سير المظلوم في ركاب الظالم ، واستكانته له مما يقتضي الذم والتوبيخ ، بل جعل القرآن مجرد الركون والميل النفسي إلى الظالمين موجبا لعذاب الله :" ولاتركنوا إلى الذين ظلموا ، فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " .
أن اهتمام الإسلام السياسي الرئيس كان يتمثل تاريخيا في بناء مجتمع إيديولوجي نقي تتحقق فيه مثل الإسلام وان السيطرة على الدولة واسلمتها هي الطريق الرئيس لتحقيق هذه الغاية لأنهم يعتبرون الدولة هي المؤسسة الاقوى والاقدر على إقامة الخير ومحو الشر من مجتمع المسلمين .
لقد هزت ثورة الإمام الحسين ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ، وجدان الانسان في كل مكان وقد جاهد بالكلمة والسيف لإعلاء كلمة الحق والعدل فاستحال دمه الطاهر ، لهيبا يحاصر قوى الشر ، ويقض مضاجعهم في كل العصور .
أجل... لم ينطق الإمام بابي هو وامي بأكثر من كلمة واحدة إلا وهي - الإصلاح- ، لتعليل خروجه هو وأهل بيته ، من المدينة إلى كربلاء وان كل الكلمات والالفاظ ، الي وردت في حديثه الشريف ، هي معللة لهذه الكلمة - الإصلاح- ، فهي كلمة جامعة مانعة تشكل هي ونقيضتها - الفساد- ثنائي هذا الكون بداية ونهاية .
ومما يدل على فضيلة كلمة الإصلاح اتساع ميادينه، ورحابة مجالاته ، فبقدر ما تكثر بين الناس المنازعات وترتفع في مجالسهم الخصومات ، ويتهدد بناء المكونات والمنظمات ، وتسوء علاقات الأفراد والجماعات ، بقدر ما تكثر ميادين الإصلاح ، وتتسع حلوله وتتعدد أساليبه وطرقه ، حتى انه ليسع الناس في دمائهم ، وأحوالهم ، وافعالهم ، وكل ما يقع فيه الإفساد والاعوجاج وتطوله يد البغي والإجرام.
الإصلاح الذي طلبه الإمام روحي له الفداء ، في امة جده سادتي الأفاضل هو من اجل انهاء الظلم ، والاضطهاد والتجويع ، وتحريف الدين ، واختلاس أموال الأمة.
فالسرقة غدت يا سادتي ، عنوانا وعلامة فارقة يتميز بها مسؤولي النظام الجديد ، وصار تضليل الناس جزء من لعبة يعيشها المواطن ، من خلال التسويف والكذب والخديعة ، وتزوير كل شيئ وفي ذلك دليل على أهمية- التغيير والإصلاح- فمن يتابع حركة الإعلام المقروء ، والمسموع ، والمشاهد ، فإنه يلمس كل تلك الخروقات ، وكل تلك المفاسد ويلاحظ حجم وسعة جملة الاختلاسات ، والسرقات في العراق الجديد .
فالعبث والمحسوبية ،والرشوة ، وعدم الإحساس بالمسؤولية الوطنية ، سمات يتصف بها من هم في سدة المسؤلية والحكم .
ولكن ما هذا الخمود في الهمم الذي يعترينا نحن معاشر المجاهدين ، وما بالنا قد فت في عضد الكثير منا الخمول والضعف والانطواء.
لماذا حل بنا هذا التقاعس والانهزام لماذا أصبح ماضينا عار علينا ، نتمنى انه لو لم يكن .
فالإمام الحسين ( عليه السلام ) الذي نبكيه صباحا ومساء ، كان ومايزال وسيبقى شمس تحرق وجوه الطغاة ، وثورته مدرسة العزة والكرامة والإباء ، كشفت زيف المتسترين برداء الرسالة الطاهرة .
سادتي الأفاضل باتت الجماهير الكادحة لا تريد العيش على الطريقة السابقة ، فهي تطالب بالتحولات الجذرية ، وليس بانصاف الحلول ، لأنهم ملوا الاستماع إلى الوعود الكاذبة ، لان الفقر ايها السادة في ظل الأوضاع الراهنة ، وغلاء المعيشة ومتطلبات الحاضر ، بات عائقا لضمان عقيدة الفرد ، وكفانا عبثا اللعب بالعامل الديني فقد اكتشفه الجميع ، وكفانا وعودا وعهودا ، ولنضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لان حالة المد الثوري قد تزداد فعاليتها على نحو حاد ، لأنه من السنن الطبيعية لأية ثورة .
لقد فشل كل الذين تطلعوا إلى السلطة ، من الاسلامين واودوا بجماعاتهم إلى الهلاك ، والذين نجحوا منهم سقطوا في شباك الدكتاتورية وحكم الفرد وعبادة النصوص .
أن النقد الذاتي ايها السادة ، حركة ديناميكية صحية متطورة وأداة إنضاج للوعي ، والحل هنا يكمن في نقد الماضي ، ومراجعته، وتحديد أخطائه من اجل تلافيها في الحاضر وتوظيف ذلك معرفيا وموضوعيا في المستقبل .
لان نقاط الخلل في مسيرة الحركات الاسلامية كثيرة ، سواء على صعيد القيادة ، او المناهج ، او الفكر ، او المفاهيم ، او التفاعل بين الظروف والنصوص ، والمدنس والمقدس والواقع .
والمسألة هنا ليست اتهاما للحركات الاسلامية ، او دفاعا عنها بقدر ما هو قراءة لواقع ، كان من الممكن أن يتبدل اذا راعت الحركات الاسلامية في مسيرتها بعض الأمور التي لا غنى لأي حركة ريادية ترنوا للتغيير الجذري لمجتمعها.
==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد==============
بوصلتنا أخطأت الأتجاه ...
سيد عباس المراقب ...
في بداية دخولي إلى هذا المنتدى المبارك ، منتدى اخوة الإيمان وحقا أنتم كذلك ، نشرت منشورا تحت عنوان ( الدين أفيون الشعوب ) ، والكل يعلم وانتم أساتذة البلاغة والدراية ، أن هذه المقولة لست انا مطلقها ، وإنما هي من بنات افكار أحد فلاسفة الغرب ، وحتى هذا الفيلسوف كما اعتقد جازما لم يكن يريد الأبعاد الحقيقية لهذا الشعار ، وإنما اراد ان يعبر عن ما توصل إليه من خلال التجارب والملاحظات التي عاشها في حياته ، بأن الدين إما أن يكون دينا حقيقيا يمارس دوره في الحياة ، وإما فلا ، وقتئذ يكون مادة مخدرة ومسكرة للعقول البشرية .
احبائي ... ما أجبرني على طرح هذا الموضوع ، وإعادة ذكرياته مجددا ، وخصوصا في هذه الفترة الزمنية العصيبة التي نمر بها ، من نكوص وتخاذل وتراجع الأحزاب الإسلامية ، يحتم علينا أن نعيد حساباتنا ، ونحصي أخطائنا ، ونحاسب أنفسنا ، ونكون على بصيرة من أمرنا ، واعتقد أنه آن الاوان لان يصارح احدنا الاخر ، ويكشف له مافي جعبته من خفايا وارقام ، وان المجاملة ونظرية الثغر الباسم لم تعد مجدية ، بل على العكس من ذلك ، ادت الى تراكم الاخطاء والابتعاد عن دائرة الهداية والعطاء ، وبما انني احد افراد هذا المذهب واحد منتسبي هذه الحركات ، اقولها وبملئ الفم لم اشعر ولا ليوم واحد ، اننا مارسنا سلوكيات الدين الحقيقي ، وما نحن فيه من تبني وإدعاء ، ماهو في الحقيقة إلا خداع ونفاق ، لعدم وجود منفذ ثالث للخلاص ، فالبحر امامنا والعدو ورائنا ، ماقرءناه في الكتب الدينية - من ذم التفرد بالرأي ، والتعرب بعد الهجرة ، وقضاء حوائج الإخوان، والمساواة ، وإنصاف المظلوم ، وجبر الخواطر ووو - كانت معلومات للاستهلاك الدرسي ، والحصول على درجة ممتازة في الامتحان ليس إلا ، والدليل على ذلك ، ما وصل إليه حال البدري باعتباره اليد الضاربةوالمناضلة والمجاهدة من خنوع وذل وبؤس وندم وضياع وخوف ، حتى بات احدنا يلوذ بضلال الجدران خوفا من الاعتداء والمسائلة ، نعم والف نعم ، العار والخنوع يلاحقنا ما دمنا أخطأنا الاتجاه الصحيح ، ولو أننا أستعملنا العقل والحكمة والبصيرة ، وأبتعدنا عن القذف وإساءة الظن فيما يطرح من افكار ورؤى حتى وان كانت لاتتناغم مع رؤانا في بادئ الامر ، لما آل الأمر إلى هذه الدرجة من الانحطاط والانهيار .
نعم ..
اقولها لكم وبكل صراحة ، إن العقبة الكؤود التي تقف أمام تبني كل الأفكار الحرة وتقدمها ، هي استخدام الدين المزيف بما يحمل من موروثات وعناويين مغلوطة كمطية يمتطى بها ، للحيلولة دون تقدم أصحاب هذه الأفكار الحرة .
وهذا يشير له الحال الذي تمر به الحركات الاسلامية وبكل مسمياتها في الوقت الحاضر والمشوب بالتراشق اليومي فيما بينها ، كل يتهم الاخر بأنه السبب في التأخر الذي حل بالوطن في كافة مرافق الحياة منذ القضاء على الحكم البعثي والى يومنا هذا .
اجل ..
حين ندرس الوضع المتأزم الذي يمر به الوطن اليوم وبعد مرور أكثر من سبعة عشر عاما على سقوط دكتاتورية البعث ، وبعد استلام أحزاب الإسلام السياسي بالعراق مسؤولية الحكم ، وتعثر هذا المشروع وما صاحبه من فشل تدريجي ملموس في جميع الجوانب وخاصة قيادة الدولة والمجتمع .
إن حركاتنا الاسلامية أثبتت فشلها في ممارسة الحكم خلال الفترة الزمنية القصيرة ، رغم أنه كان أمامهم فرصة نادرة لاستلام الحكم وإدارة شؤون البلاد بنجاح .
ومن خلال هذا العامل وذاك ، يتضح بجلاء أن الديكتاتورية ، والتفرد بالرأي ، واتباع السياسة الهوجاء ، وتشتت المناهج ، وعدم وضوح الهدف ، إلى جانب عدم القدرة على التمييز بين ماهو حكم وسياسة ، وبين ما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا تعلق الأمر بالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب والحركات الالتزام بها .
سادتي الأفاضل ..
الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقولون . إنني أشرت فيما سبق في مقالات وان كانت قصيرة ، يمكنكم الرجوع إليها ، كمقال البيوتات والعفوية ، وأن قانون الافول سيشملنا كما شمل غيرنا ، واننا ومن نعتقد بحنكتة في إدارة دفة الأمور ندار من حيث ندري او لا ندري ، ووو
احبائي
علينا أن نعترف ، اننا اخطأنا الاتجاه ويجب تصحيح المسار ، وما قمنا به من سلوكيات دينية لايمت إلى سلوكيات الدين الحنيف بأي صلة ، وعليه لزاما علينا أن نختار ، أحد الأنظمة الثلاث ، النظام الرأسمالي او الشيوعي او نظام الجمهورية الاسلامية .
وفي الختام أقول، بعد كل هذا الخراب الذي جلبناه للبلاد والعباد والذي لا يمكننا الاستمرار به إلى ما لا نهاية ، لاخيار لنا إلا أن نختار أحد الأنظمة كما أسلفت او الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه والانسحاب إلى الجوامع والحسينيات لكسب الثواب .
===================
ابو فكر ... رجل المقاومة
سيد عباس المراقب ...... عرض المزيد===================
ابو فكر ... رجل المقاومة
سيد عباس المراقب ...
لله درُّكَ أي رجل أنت ، ولا دَرَّ دَرُّ مُناوئيك وغاصبي حقك ، لله أنينك وأناتك وأنت تصارع وتناضل وتقاوم أُناس أعمى الله بصرهم وبصيرتهم وصك أسماعهم ، عن لغة الحق والخير والسلام ، فاختاروا البغض والعداء والعنف ، سبيلا لتحقيق مآربهم .
أيها البحار أي عزيمةً كنت تحملها يا أخي ، عزيمة لا تعرف الملل والكلل ، وهمة عالية تعانق الجبال وإرادة لا تأبى إلا المضي قُدماً بثبات المسلم ، وإصرار الرجال وطموح منقطع النظير ، فقد كنت خير ملبي لنداء الحق ، رغم قلة العدد وخذلان الناصر وغدر ااصديق ، عزيمة لا تخور عند الاختبار والابتلاء ، تجوب بدراجتك الهوائية طرقات مدينتك الحبيبة صباحا ومساءً ، رافعا شعار لابعثبة بعد اليوم ، هذا الشعار الذي سيخلده التاريخ ، وهذه اللوحة الخشبية البسيطة التي تحمل هذا الشعار ، ستبقى منارا وعلما يرفرف فوق القباب والابنية ، التي يأن تحت أسطحها المستضعفون والمحاهدون لا لشيئ ، سوى أنهم قالوا ربنا الله .
لقد رسمت يا أخي بلوحتك هذه الرجولة بريشة التضحية وألوان الفداء . فعلى منظمة بدر ، الاحتفاظ بها ، ووضعها في أعلى نقطة من بنايتها ، لتبفى نبراسا وأثرا محمودا وعنوانا لكل الاباة والاحرار ، وكرد جميل وعرفان ، لهذا الرجل بعدما جفوتموه وهضمتموه .
لقد أدهشني نبأ الرحيل في هذا الوقت ، وما سر السماء بهذا التوقيت ، الله وحده العالم بهذا السر ، فالسماء التي أبت إلا أن ترى أرواح الشهيدين المهندس وسليماني معا ، كذلك أبت إلا أن ترى أكف الموحدين ترفع شعاري يوم القدس العالمي ولابعثية بعد اليوم سويةً وفي نفس اليوم .
هذا الاقتران وهذا التزامن وحتى تأخير عروج روحك الطاهرة الى بارئها الى مناسبة يوم القدس ، لم يكن إعتباطياً ، بل جاء إكراما لهذه الروح الطاهرة وتخليدا لذكراها . أخي سيادة القائد لقد كنت رجلاً في زمن كثر فيه الذكور ، وكنت بطلاً في زمن غص بالحبناء ، كنت أبيَ النفس ورفضت المذلة والهوان حين جد الجد وأبيت إلا أن تشرب بالعلقم كأس العزة والكرامة .
لاغرو أنك تخطيت المستحيل يا أبا فكر ، وصنعت فجراً صادقاً ، فعبادة الجهاد والرفض والمقاومة ، هي ذروة سنام الاسلام وهي ملاك التقوى، ولا ينادي بها حقاً إلا أعاظم الرجال .
فلك يا جيفارا العراق ولكل الشهداء أقول :
بوركت سواعدكم التي حمت تربة هذا الوطن وحفظت الارض والعرض والمقدسات ، من دنس أراذل القوم ، وشذاذ الآفاق .
وأخيراً ...
حقاً أن تحفرك الجنان على صفحاتها حباً وهياماً ، وتشرئب الاعناق لك تعظيماً وإجلالاً ، وتنالك العقول والاقلام بحثاً زتحقيقاً ، كيف لا ؟ وأنت الذي أخلصت بالقول والفعل .
........ ....... ......