===============
كريلاء ... الحرب الناعمة وإغتصاب العقول .
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
كريلاء ... الحرب الناعمة وإغتصاب العقول .
سيد عباس المراقب ...
الحرب الناعمة هو مفهوم صاغه الامريكي البروفيسور جوزيف ناي وكيل وزارة الدفاع الامريكية السابق ، وعميد كلية العلوم السياسية ، في جامعة هارفرد عام ١٩٩٠ .
هذا المفهوم يجيز باستخدام كل الوسائل المتاحة للتأثير في الاخرين ، باستثناء الاستخدام المباشر للقوة العسكرية ، والترويج للنمط السلوكي والقيادي الامريكي .
وقد وجد الامريكي في الحرب الناعمة الطريقة المثلى لاخضاع الاخرين والسيطرة على عقولهم ، ولكن كيف يحصل ذلك ؟ الواضح من خلال الكتابات والدراسات في المعاهد والجامعات الغربية ، توصلوا الى نتيجة مفادها ، إن جعل الآخر خاضعاً بالكامل يتوقف على تغيير القوالب والانماط الماهوية للمجتمع وتغيير القيم الحاكمة فيه .
اجل ... الاعلام المضاد وبرامج الهواتف الذكية ، غيرت الكثير من القيم الحاكمة في المجتمع الكربلائي ، فهو بالامس كان يردد شعار يالثارات الحسين ، واليوم يطالب بطرد دولة الحسين ، إن هذا لشيئ عجاب .
عفوا سادتي الكرام خروج اضطراري لو سمحتم : ليكن في علم الجميع ، أنا أعتقد إعتقاداً راسخاً ، بأن كل هذا التطور وهذه الاكتشافات التي حصلت عند غير المسلمين ، وحتى نظرية جوزيف التي أتحدث أنا عنها الان ، تحدث بها القرآن وكذلك السنة النبوية الصحيحة ، فما من تطور أو أكتشاف إلا وله أصل في قرآن أو سنة ، ولكن ابتعاد المسلمين عن هاذين المصدرين هو الذي أدى الى هذه النتائج الوخيمة .
وما يعضد كلامي هذا ، استمع عزيزي القارئ الى هذه الجوهرة من جواهر علي عليه السلام ، وماذا قال للحسنين عليما السلام في إحدى فقرات وصيته لهما قبل الرحيل : الله الله في القرآن لايسبقكم بالعمل به غيركم .
فالجماعات التي سبقتنا بالعمل بالقرآن من غير المسلمين ، قد جنت ثمار الاسبقية . فاصبحوا هم الاسياد ونحن التابعون الخانعون الجاهلون ، وهذه الحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار .
فلنعد الى صلب الموضوع ، فقد خطى العالم الغربي وامربكا بالدرجة الاولى وربيبتها اسرائيل ، خطوات جبارة وغير مسبوقة ، في تبني وتفعيل وتطبيق هذه النظرية وهذه الحرب ، لتحل بالتدريج محل الحرب الصلبة او الخشنة او العسكرية . او تكون صاحبة الكأس المعلى في ترتيب الاولويات على الاقل .
خطورة هذه الحرب الناعمة ، وهنا مربط الفرس ومحل الشاهد لهذه المقدمة ، أنها غير مشخصة الجهة ، وليس لها رأس محدد .
فهي حرب عقائد وافكار حرب ايديولوجيات ومبادئ ، حرب تستهدف العقول الخاملة والساذحة والبسيطة ، باساليب ملتوية وبراقة ، تستهوي القلوب والمشاعر ، حرب دس السم بالعسل .
ان الافاعي وان لانت ملامسها ... عند التقلب في أنيابها العطب .
يقول الدكتور والباحث اللبناني فردريك معتوق ،إن الاعلام والهواتف الذكية يعدان الوسيلة الاخطر والاشد فتكاً بالجهات المستهدفة .
فاذا ما اردنا ان لايستهدف الصحن الحسيني بشعارات ايران بر بر مرة اخرى على ايدي ابناء وبنات كربلاء ، وان لا نرى الفكر الصرخي وغيره من الافكار المنحرفة تتمدد وتنتشر .
فما علينا إلا الاخذ بمقولة لاينتشر الهدى الا من حيث انتشر الظلال .