===============
قبل الغروب
سيد عباس المراقب ...
... عرض المزيد===============
قبل الغروب
سيد عباس المراقب ...
لا سبيل إلى الحياة في ظل الدكتاتوريات .
احبتي الكرام ،
الازمة الحادة التي نعاني منها الان ، لم تولد فجأة ، بل جاءت نتيجة طبيعية لعقود من الزمن ، بسبب تكريس فكرة القائد الأوحد وغياب السياسات الديمقراطية .
فإن غياب الحريات وقمعها في المهد ، زمنا طويلا والسكوت على غيابها يخلق تباعدا ما بين المجاهد والقائد .
وهذا ما شاهدناه جلياً قبل التحرير وما بعده ، فلنا أن نمارس الحرية في مزاولة النفاق ، وارتكاب المحرمات ، ووو ، ولكن هناك حرية محرمة علينا كمجاهدين ألا وهي حرية أن نختار من يحكمنا ، فإن هذه الحرية مقتصرة على الدكتاتور الحاكم الذي لا يرى حاكما غيره .
أعزائي
هذه حقيقة لا مناص من الاعتراف بها ، بل انا ارى أكثر من ذلك ، فإنطلاق عملية التغير وتصحيح المسار لا يتم ، إلا بتجفيف منابع هذه النظرية وطمسها إلى الأبد .
إذ أن الخوف يبقى قائما من أن يتحول الإحساس بالزعامة الفردية إلى نوع من أنواع الاستبداد في الممارسة والضوابط والشروط .
ناهيك عن ما تنتجه هذه الزعامة الاوحدية ، من جو من الصراع الذي ينعكس بدوره على العمل السياسي في أوساط المنظمة ، ويحول العملية برمتها إلى صراع ضد الوعي بكل أشكاله.
لاسيما وأنها لم تكن قيادة راصدة للساحة ومستوعبة اياها بقدر ما كانت قيادة طاردة لكل من يعارضها .
فهي استحوذت على كل أدوات العمل وعملت بها ، وبالتالي فإنها ما عادت قيادة وفق اي مقاس من المقاسات .
نعم أن تحل بنا الكوارث نتيجة الانبطاح وتتعاقب علينا الأزمات ، ذلك أمر طبيعي يحدث لكل المنظمات والمؤسسات في مختلف مراحل التاريخ .
لكني على ثقة تامة ، بأن الخطر ليس أن نصاب بالازمات ، بل الأخطر أن نتهرب من حقيقة هذه الأزمات ، وأن نعجز عن تشخيصها ، بشكل صائب وان نخفق في اتخاذ الخطوات الضرورية الفعالة على طريق العلاج .
ولكن ماهو المطلوب في هذه اللحظة الحبلى بالمآسي والفتن .
على ما يبدو لي اولا أن نفهم ونشخص ثم نجلس ونقرر قبل فوات الاوان وقبل أن تغيب الشمس ،
ودمتم سالمين .