==============
أعرني عقلك فقط
سيد عباس المراقب... عرض المزيد==============
أعرني عقلك فقط
سيد عباس المراقب
إجل ... لا أريد منك اخي المتلقي أكثر من ذلك .
بادئ ذي بدء ، ليس موضوعي الحديث والكلام عن العقل ودوره في العقيدة الإسلامية ، فله رواده وهم أولى بالحديث عنه ، ولكن لابأس بذكر شيئ يسير عنه ، يوضح العنوان الذي تصدر مقالتي .
الكلمات المرادفة للفظة ( العقل ) كالقلب واللب والفؤاد والحلم ... الخ ، التي وردت في القرآن الكريم عددها حوالي مائة وثمانين مرة ، هذا العدد الهائل من قبل المولى عز وجل ، في كتاب هو من أصدق وأوثق كتبه التي أنزلها على بني الانسان ، فيه دلالة واضحة وصريحة على أهمية هذا المخلوق العجيب ، فقد ورد في الحديث أن الله تعالى اول ما خلق العقل فقال له اقبل فأقبل ثم قال له ادبر فادبر ، فالعقل في لسان الفلاسفة هو الجوهر المفارق للمادة ذاتا وفعلا ، ومن الفلاسفة من يقول إن العقل بهذا المعنى هم الملائكة بلسان الشارع .
وبكلمة واحدة بالعقل تستطيع ايها الانسان ، التمييز بين الحق والباطل ، بين صالح الكلام وطالحه ، بين الخبيث من القول وسليمه .
وبناء على ما تقدم ، وكما قلت لك ، اخي الكريم اعرني عقلك ، وابعد عنك ولو للحظة واحدة كل المؤثرات الجانبية ، من عواطف وتعصب وتسرع ، وابصر إلى ما اقول ، لأن النار عند الاستعار لا تفرق بين الأجساد .
الموضوع الذي سأتحدث عنه ، هو موضوع مهم وخطير ومعقد ، بل لا أغالي إن أطلقت عليه مفردة ( مزلزل ، مدمر ، كارثي ) .
فما هو ياترى ؟
هو موضوع أبناء واحفاد المراجع والبيوتات .
خطورت الموضوع عزيزي المتلقي تكمن اولاً في السُنة السيئة التي سنوها ، وهي سُنة التوريث ، منذ مرجعية السيد الحكيم والى يومنا هذا ، ولا نعلم إلى متى ستستمر ، ويأتي نقدنا لهذه الظاهرة من عدة جوانب .
١. أن هذا الوريث الابن او الحفيد ، يقوم بشرعنة الدين كيفما يحلو له ، ومصاديق هذا الإدعاء ليست ببعيدة عنك اخي الكريم .
٢ . لو انهم إكتفوا بالجلوس على كرسي الإفتاء والنيابة لهان الامر ، ولكن الطامة الكبرى أخذوا يشكلون ألاحزاب والتيارات السياسية ، مستغلين بذلك جهل العوام ، وطيبة فطرتهم ، متعكزين على سمعة وقدسية الاب المرجع في هذا الأمر لا غير .
ثانيا . عدم امتلاكهم الدرجة العلمية وهي درجة الاجتهاد ، اربك المنظومة الفكرية لدى اغلب المقلدين ، بل الكثير منهم لا يملك حتى اللياقة البيانية والأخلاقية .
ثالثا . الظروف المعيشية الهانئة التي عاشوها في كنف آبائهم ، وعدم مواجهتهم لمعترك صعاب الحياة ، جعلت منهم أبناء غير مؤهلين لتحمل المسؤولية ، بل وتسببوا بخسائر لا يعلم إحصاؤها إلا الله ، وما خسارة ميناء الفاو إلا واحدة من هذه الخسائر .
وأخيرا اكثرهم تحوم حولهم شبهة الارتباط بالاجنبي ، وهذا ليس ببعيد ، ولذلك لم يخفى هذا الأمر عن السيد الخميني والسيد الخامنئي ، فبذلوا قصارى جهدهم في إبعاد ذويهم عن تبوء أي منصب ، أو أي تدخل في شأن مرجعيتهم لا من قريب ولا من بعيد .